199

============================================================

واعتدى عليه، فهم بعض أصحاب الشيخ آن يبطش به، فقال الشيخ: دعوه معه ما يكفيه فاشتعلت فيه تار في تلك الحالة، فاخذ بعض من حضره ماء وجعل يصبه عليه، فلم تكد تنطفيء حتى آحرقت ما شاء الله من جسمه، وذلك مما استفاض بتلك البلاد، إذ كان على ملأ من الناس.

ومن ذلك أنه كان قد حصل في بعض أمراء زمانه إمعان في الظلم والمعاصي، فقال لهم الشيخ: ان لم تنتهوا عما أنتم عليه وإلا جاءتكم النار، فقالوا ومتى تجيء هذه النار؟ فقال: ليلة الجمعة، فلما كان سحر ليلة الجمعية طلع المؤذن منارة الجامع كعادته فرأى نارا مقبلة في الجو مثل المنارة، تدنو قليلا قليلا فصاح الا جاءكم ما وعدكم به الشيخ فخرج الأمراء قاصدين الشيخ وكان خارج البلد تازلا في بيت وحده، فتضرعوا بين يديه ومرغوا خدودهم على التراب واظهروا التوبة، واذا بالنار انقسمت نصفين فذهب أحدهما في جهة، والآخر في جهة وسلمت البلاد.

ومن ذلك انه أذن لبعض أصحابه في دخول الخلوة فدخل فيها، فكان يتصور له بعض الشياطين في بعض الأوقات، ويشوش عليه فشكا ذلك الى الشيخ فقال له: إذا رأيت شيئا من ذلك فناد باسمي، قال : فلما كان ذات ليلة تصور لي ذلك الشيطان، فقلت يا سيدي الشيخ علي، قال: فماتم كلامي إلا والشيخ واقف بباب الخلوة مع بعد منزله من ذلك المكان، فذهب ذلك الشيطان ولم أره بعد ذلك: ومن كراماته ان بعض ذرية الفقيه أحد بن موسى بن عجيل كان يسير بالقافلة الى مكة المشرفة، فلما وصل الى مدينة حلى بلغه ان العرب على الطريق، فأرسل الى الشيخ علي يستشيره، هل يتم سفره في البر أم يركب في البحر؟ فلما وصل الرسول الى الشيخ علي، كأنه احتقره وقال في نفسه: لسو استشار الفقيه الشيخ فلانا يعني رجلا مشهورا، فلما بلغ الرسالة قال له الشيخ : قل للفقيه إن شاء يسافر برا، وإن شاء يسافر بحرا، ما عليهم إلا السلامة، واعلم ان

Bogga 199