165

============================================================

زبيد في الشيخ طلحة معتقد عظيم، بحيث انه كان إذا خرج لصلاة الجمعة لا يكاد يصل الجامع إلا بعد جهد عظيم، وكذلك في خروجه الى بيته من كشرة ما يزدحمون عليه، مثل أمير البلد، وأرباب الدولة والفقهاء وغيرهم، فكان بعد ذلك لا يخرج من بيته إلا وقت الاقامة، ويخرج عقيب السلام قبل الدعاء لكثرة اشتغال الناس به.

يروى أنه حصل في مدينة زبيد خبر شائع انه سيحصل في المدينة حاصل، وخرج السلطان الى خارج المدينة بسبب ذلك وتشوش الناس ودفنوا أموالهم وما يعز عليهم ، فدخل بعض أصحاب الشيخ عليه يعوده، وهو مريض فأخبره بذلك فقال: والله ما يجري على الناس شيء، وانما طليحة سيموت، فمات من مرضه ذلك، وكانت وفاته سنة ثمانين وسبعمائة رحمه الله ونفع به ودفن شرقي مقبرة باب سهام، وبني عليه قبة معظمة وتربته هنالك من أشهر الترب وأكثرها قصدا للزيارة والتبرك، ومن استجار به لا يقدر أحد أن يناله بمكروه. وعند تربته قرية كبيرة تنب إليه يقال لها الطليحية، كلها مجللة محترمة، كل ذلك ببركته نفع الله به، وخلفه ولده الشيخ الأجل محمد الغزالي، وكان على قدم كامل من العبادة والذكر والتلاوة وله مشاركة في العلوم، وكان معتقدا معظما عند الناس والملوك فمن دونهم، وكان يقال: انه يصحب الخضر عليه السلام، وله في مدينة زبيد زاوية محترمة من استجار بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه، وانتفع بها الناس نفعا عظيما لكونها داخل البلد، من نابه شيء فزع اليها ويكون كأنه في بيته يقوم بصالحه وحوائجه وهو في أمن ودعة وذلك باق مع أولاده وأولادهم الى الآن، اتم الله عليهم نعمته امين، وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وتمانائة، ودفن مع ابيه في قبره داخل القبة وخلفه ولده الشيخ الصالح عيسى بن محمد، فقام بالموضع أتم قيام. وأقبل عليه الخاص والعام، وكان على نصيب وافر من حسن الخلق وسلامة الصدر ولين الجانب، وكانت وفاته فجأة وذلك انه صلى المغرب وقعد ينتظر صلاة العشاء في المسجد، فلما دخل الوقت أذن المؤذن كجاري العادة فلما سمع الآذان أخذه ما يشبه الغشية، وانكب على وجهه كالساجد، وكان 19

Bogga 165