============================================================
شعيب فغلب عليه حتى صار لا يعرف إلا به، كان فقيها عالما، كثير الاعتكاف والعزلة، صاحب كرامات.
من ذلك أنه لما توفي وحل إلى المقبرة إذا بمؤذن يؤذن لوقت من أوقات الصلاة، وإذا بالفقيه ثقل على الذي يحملونه ثقلا خارجا عن الحد حتى عجزوا عن القيام به فوضعوا السرير حى فرغ المؤذن، وحركوه فوجدوه خفيفا كما كان، فحملوه وساروا به إلى القبر وهم متعجبون من ذلك، فقال لهم بعض أصحابه: كان الفقيه متى سمع المؤذن قام على قدمه وجعل يجاوبه حتى يفرغ، وكان والده أحمد فقيها فاضلا محققا عمي في اخر عمره، فجاءه يوما بعض الدرسة يسأله عن مسألة فأجابه بجواب فبقي مترددا في قبول ذلك الجواب، فقال الفقيه لولده: أعطني الكتاب الفلاني فأعطاه، فقال: فتش عن الموضع الفلاني فلم يحسن الولد أن يفتش ففتش الفقيه، فوقع على موضع الغرض وأوقف السائل على مصداق جوابه، وكان مسكن المذكور قرية كظر بفتح الكاف والظاء المعجمة وآخره راء، وهي من أعمال حصن الشريف بجهة ريمة، ولم أتحقق تاريخ وفاة أحد منهما، غير آنهما كانا موجودين في حدود سنة خمس وستمائة، رحمهما الله تعالى امين.
Bogga 154