وقال أبو بكر المروذى: سمعت أحمد يقول: من زعم أن الله لا يرى فى الآخرة فهو كافر.
قال المروذى: سئل أحمد: أمرّ فى الطريق فأسمع الاقامة: ترى أن أصلى؟ فقال: قد كنت أسهّل، فأما إذ كثرت البدع فلا تصل إلا خلف من تعرف.
وقال المروذى: قرئ على أبى عبد الله (ولا تمنن تستكثر) قال: تمنّ بما أعطيت، فتأخذ أكثر.
وقال المروذى: قال أبو عبد الله: ما اتّهمت عليه البهائم فلا تتّهم على أربع: تعرف ربها، وتعرف أنها تموت، وتطلب الرزق. ونسى المروذى الرابعة.
أنبأنا على البندار عن ابن بطة حدثنا أبو بكر الآجرى - بمكة - حدثنا أبو بكر المروذى قال: سمعت علىّ بن السكن يقول: حدثنى أبو مروان الدقيقى قال:
كنت جارا لشريك بن عبد الله بالكوفة. وكانت امرأة من العرب جارة لنا رهنت طرازا لها عند قوم على أن يستأدوا الغلة، ويحسبوا لها. قال: فاستأدوا حتى استوفوا ما كان لهم، فطالبتهم بالطراز، فقالوا: الطراز لنا، والشراء شراؤنا فصاروا إلى شريك. وشهد الشهود عند شريك بأنه شراء. فوجّه شريك إلى السكان أن أوقفوا الغلة حتى يأتيكم أمرى. ثم وجه فسأل عن الشهود؟ فعدّلوهم فحكم للذى ادعى أنه شراء، وحكم وكتب على المرأة بالقضية. فقامت المرأة إلى شريك، فقالت له: أيتم الله ولدك، وقطع أرزاقهم من السماء، كما قطعت رزق ولدى. فوقع فى قلب شريك من قولها ما أزعجه وأقلقه. فبعث إلى جار له يلبس خزا وهطرا - يعنى الصوف والقطن - فاستعار كساءه ولبسه، وجاء إلى ذلك الطّراز، فقال للحائك الذى فيه: أتأذن لى أن أدخل أتبرّد عندك؟ فأذن له الحائك بالدخول. فدخل، فسأله شريك عن خبر الطراز؟ فقال له:
كنا فى حديث هذا الطراز قبل دخولك إلينا. وذلك: أنى ساكن فى هذا منذ
1 / 59