ولد بدمشق في جمادى الثانية سنة (1248) ونشأ في حجر والده على أحسن تربية، وحفظ القرآن المجيد، ثم لازم دروس والده، فقها، وتفسيرا، وحديثا، ونحوا، وصرفا، وحسابا، وفرائض، وغير ذلك من الفنون، وبه انتفع وتخرج، وبعد وفاة والده لازم صدر دمشق الشيخ عبد الله الحلبي، فقرأ عليه مطولات النحو والفقه، وكان والده استجاز له من المحدث الكبير الشيخ عبد الرحمن الكزبري، والشيخ حامد العطار، والشيخ عبد الرحمن الطيبي، والشيخ محمد التميمي المصري حين نزوله بدمشق، فأجازوه جميعا. ولما ورد دمشق العلامة الشيخ محمد أكرم الأفغاني لازمه مدة إقامته 2 بدمشق في طرف من علم الهيئة وغيره، وأجاز له مروياته، وتصدر المترجم للإفادة وأقرأ في فنون شتى وانتفع به جم غفير خصوصا أرباب مذهبه من النجديين، والنابلسيين، وغيرهم. وكان له اليد الطولى في الفرائض والحساب. وكان مرجع دمشق في تقسيم المياه في البيوت والمزارع، وصار رئيس الكتاب في عدة محاكم بدمشق، وأخيرا محكمة الميدان، وله مؤلفات مفيدة، منها «الفتح المبين في تلخيص كلام الفرضيين» ومنها «صحائف الرائض»، قسم فيه فن الفرائض تقسيما لطيفا وجعله على رسم عناقيد وأشجار. وله رسالة في بيان بعض أقوال داود الظاهري، وكتاب في فن الحساب، وآخر في الهندسة والمساحة اختصره من كتاب والده، وضم إليه جملة قواعد وفوائد، وسماه باسم كتاب والده «بسط الراحة لتناول المساحة» وذيله بخريطة في رسم الأشكال الهندسية وبيان كيفية أخذ مساحتها. وله رسالة في مصطلح الحديث، وأخرى في حساب المياه وأحكامها وشرح الدور الأعلى، وغير ذلك.
وبالجملة فهو أحد فضلاء دهره المتفوقين، ولم يزل على طريقته الحسنى إلى أن توفي بعد عصر يوم الخميس رابع شهر رمضان سنة (1307) ودفن يوم الجمعة بتربة الذهبية في مقبرة باب الفراديس 1 رحمه الله تعالى.
***
Bogga 38