112

Ta'azim Allah: Reflections and Poems

تعظيم الله ﷻ «تأملات وقصائد»

Daabacaha

مدار الوطن للنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

الرياض - المملكة العربية السعودية

Noocyada

التأملِ وبين تعظيمِ اللهِ تعالى فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران:١٩٠ - ١٩١]. وقد ذكر ابنُ القيمِ ﵀ أن الربَّ تعالى يدعو عبادَه في القرآنِ إلى معرفَتِه من طريقينِ: أحدهما: النظرُ في مفعولاتِه. والثاني: التفكرُ في آياتِه وتدبرُها (١). وقال ﵀: والنظرُ في هذه الآياتِ وأمثالِها نوعانِ: نظرٌ إليها بالبصرِ الظاهرِ، فَيَرى - مثلًا - زُرقةَ السماءِ ونجومَها وعلوَّها وسَعَتَها، وهذا نظرٌ يشاركُ الإنسانُ فيه غيرَه من الحيواناتِ، وليسَ هو المقصودُ بالأمرِ. والثاني: أن يتجاوزَ هذا إلى النظرِ بالبصيرةِ الباطنةِ، فتفتحُ له أبوابُ السماءِ، فيجولُ في أقطارِها وملكوتِها وبين ملائِكَتِها. ثم يفتحُ له بابٌ بعد بابٍ، حتى ينتهيَ به سَيْرُ القلبِ إلى عرشِ الرحمنِ، فينظرُ سَعَتَه وعظمتَهُ وجلالَهُ ومجدَهُ ورفعَتَهُ، ويرَى السمواتِ السبعَ والأرضينَ السبعَ بالنسبةِ إليهِ كحلقةٍ ملقاةٍ بأرضِ فلاةٍ. ويَرَى الملائكةَ حافِّينَ من حَوْلِه، لهم زَجَلٌ بالتسبيحِ والتحميدِ والتقديسِ والتكبيرِ، والأمرُ ينزلُ من فوقِه بتدبيرِ الممالكِ والجنودِ التي لا يعلَمُهَا إلا ربُّها ومليكُها. فينزلُ

(١) الفوائد (ص:٤٠).

1 / 115