وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه لا تعدو أن تكون تطبيقا عمليا للمبادئ التى رسمها القرآن، وليتأكد الإخوان أن تكاليف الزهد الأدبى أشق وأدق من تكاليف الزهد المادى، وما هان المسلمون إلا يوم أن كان الواحد منهم ينظر إلى تفاحة فيقول لها- كما تذكر كتب التصوف-: موعدك الجنة!!
ولو أن الأحمق أكلها وأكل غيرها وغيرها ثم مات شبعان فى الميدان بدلا من أن يموت جوعان فى البيت، لكان ذلك أجدى عليه وعلى الإسلام وعلى المسلمين.
* * *
وكتب الأستاذ "عبد الفتاح شهاب " يقول: "فسرت الزهد بأوسع معانيه فوسع الزهد فى الراحة، بل فى الحياة بأسرها إيثارا للجهاد وإعلاء كلمة الله، غير أنه آلمنى أن تقض مضاجع السلف الصالح إذ تقول: "ولو أن الأحمق أكلها وأكل غيرها وغيرها ثم مات شبعان فى الميدان بدلا من أن يموت جوعان فى البيت لكان ذلك أجدى عليه ". ألست معي فى أن الرسول صلوات الله عليه يقول: "ازهد في ما في أيدي الناس يحبك الناس " فأى لوم توجهه إلى هذا التقى الورع الذى لو أحسنا الظن به لقلنا أنه أراد بكلمته أن يحبب المريدين فيما هو أعز وأغلى "الجنة وثمارها" فيسعوا لها ولا تلهيهم عنها أطايب الدنيا وفاكهتها.
ودعنا من حسن الظن فقد نقول: حسن الظن ورطة، ولنسىء الظن به فنقول:
أو ليس هو فردا تاقت نفسه إلى تفاحة ليس فى استطاعته شراؤها- وتعلم معى أن
Bogga 167