Ka Fiirso Maalinba Maalinta Ka Danbeysa
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Noocyada
وأخيرا، هناك تمارين التأمل الخاصة برباطة الجأش، التي تدعونا كي نتمرن لكي نبقى قادرين على تمني الخير للإنسانية جمعاء، وحتى لهؤلاء البعيدين جدا عنا، وللذين لا نعرفهم، وحتى لذوي الطباع السيئة والذين سببوا لنا المعاناة. إنها تدعونا أن نتمرن على أن نتمنى لهم الخير، ونتعاطف معهم، ونفرح لهم عندما يكونون سعداء. تعطينا هذه التمارين التأملية بشكل غير مباشر الشعور والقناعة بأن المعاناة هي دائما سبب السلوك السيئ. فإذا كان الإنسان سعيدا ولم يكن يعاني كثيرا، فإنه لن يسبب المعاناة لمن حوله.
أي نوع من البذور نريد أن نزرع في دواخلنا؟
نستطيع أن نصير أبطالا في اللامبالاة، والحسد والغيرة، والأنانية في مشاعرنا. يكفي ألا نقوم بأي جهد عندما تظهر هذه المشاعر داخلنا وأن نترك لها كل المكان، وأن تملأ بشكل كامل وعينا. حينها سنكون متأكدين أنها ستصير أكثر قوة وحضورا. أن نتركها حرة داخلنا لن يهدئها؛ بالعكس ستشبث جذورها عميقا في أرواحنا. إن التنفيس لن ينفع عندما يتعلق الأمر بالمشاعر المثيرة للاضطراب.
لكننا نستطيع أيضا أن نصير أبطالا في الغيرية، وتمني الخير للآخرين، والتعاطف ورباطة الجأش. يكفي أن نقوم بشكل متكرر وعميق بإعطاء كل هذه المشاعر مكانا في دواخلنا. وهذا كل ما في الأمر. «الدرس الثالث والعشرون»
يعطي التأمل بالوعي الكامل تجسيدا لنياتنا الجيدة. ستزداد دوافعنا الخيرة تجاه القريبين منا والبعيدين عنا عندما نعبر عنها بالسلوك والكلام. ويمكنها أيضا أن تكتمل في السر في دواخلنا. علينا أن نأخذ الوقت الكافي، وبشكل متكرر، كي نشعر بالحب، وبالعطف، وبالشكر، وبكل العواطف الجميلة التي وهبتنا الحياة. يجب ألا يكون هذا على هيئة نيات غير واضحة («يجب أن أقول له ذلك») أو أفكار سريعة ونفعية («من حسن حظي أن هناك من يحبني») وإنما حالات تأملية طويلة، ومتكررة ومتجذرة في أجسادنا. وسيغير ذلك كل شيء.
الفصل الرابع والعشرون
أن نختبر تمدد الذات وانحلالها
ماذا يحدث هنا؟ ماذا تفعل هذه اليد اليسرى تحت الطاولة؟ من أين أتى هذا الحجر الغريب الشكل، بفجواته الصغيرة؟ هل جاء من القمر؟ ولماذا اليد اليمنى ساكنة هكذا كعنكبوت، وقد توقفت عن الحركة ولم يعد لها أي دلالة؟ ثم نجد رأس هذا الرجل الأنيق، الذي ينحل بالتدرج في كرة من ضوء أصفر، وكأنها شمس عقلية تسطع فجأة ... إنه يشبه الضوء الذي كان يسطع في نافذة الفيلسوف الذي يتأمل، في لوحة رامبرانت. هل تتذكرون؟ إنها لوحة تحكي قصة اختفاء، أو حالة تحول. وبعد قليل سيبدأ هذا الطقم الأنيق (الحياة الجدية) بتفريغ محتواه بالكامل. وهذه الروح التي تغلي كالشمس (الحياة الغامضة) سوف تفيض عن هذا الجسد وتتركه . إنها لوحة عن توهج الذهن، وسرعان ما سيكون هناك ضوء فقط على القماش، ثم لا شيء.
لوحة «مبدأ اللذة» (1937) لرينيه ماجريت (1898-1967)، وهي لوحة زيتية على القماش، بأبعاد 0,79 × 0,635 متر، مؤسسة إدوارد جيمس سابقا، ساسيكس.
تنتشر حياتي وتتبخر وتصبح كأوراق الشجر، وإبر الجليد التي تتلألأ كأحجار كريمة على العشب والقش في صباح شتوي ... وعبر بساطة ما نسميه عادة الفقر، تتكثف حياتي وتترتب، وتصبح كونا شاملا لا شكل له، كما كان عليه في البداية.
Bog aan la aqoon