Ka Fiirso Maalinba Maalinta Ka Danbeysa
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Noocyada
سوامي براجنانباد، «خبرة الكمال»
القبول
القبول هو جزء مهم في صميم الوعي الكامل. ولا يعني القبول أن نقول إن كل شيء «على أحسن ما يرام» (هذا يسمى استسلاما)، ولكن أن نقول: «كل ما حولنا موجود، إنه موجود بالفعل.»
إننا لسنا مجبرين أن نحب فكرة ما، أو حالة ما، أو شخصا ما، أو تجربة ما، كي نقبل بها. لسنا بحاجة لأن نحب هذه الفكرة (أو هذه الحالة، أو هذا الشخص، أو هذه التجربة)، وإنما فقط قبول وجودها. إنها موجودة، وهي حقيقية في حياتنا؛ لهذا يجب علينا أن نتآلف ونتقدم معها.
القبول هو حالة تتجاوز حالة الانكفاء. هي ليست سلوكا فقط؛ إنها أيضا قرار وجودي وفلسفة حياة. إنها موقف طويل الأمد ونابع عن تفكير، نأخذه تجاه العالم الذي يحيط بنا. في حالة الانكفاء هناك نوع من التنازل؛ التوقف عن كل أنواع التواصل. بينما في القبول يوجد نوع من الرغبة في أن نبقى في الفعل ولكن بشكل آخر؛ بحالة من الوضوح والهدوء. وفي كل مرة يحدث شيء ما، نستطيع أن نقول: «نعم، ها هو، إنه هنا الآن.» إنه القبول الصادق والكامل للواقع حين يأتي كما هو.
لكن هذا التلقي لكلمة «نعم» لا يعني بأي شكل من الأشكال استسلاما أو تنازلا عن التفكير أو الفعل، هو فقط إحدى هاتين الحركيتين المنتظمتين لذهننا كأنهما تنفس روحنا؛ القبول (بما هو موجود) ثم التصرف (حسب ما هو موجود) والقبول (بما حدث) ثم الفعل (بناء على ما حدث)، وهكذا باستمرار. ومع الوقت، كما يحدث في حالات أخرى حين نتقن حالة نفسية ما، تمتلك هذه الحالة بعدا آخر؛ «ليس علينا أن نقبل الأشياء؛ فهي موجودة أصلا.» وهكذا لا نقوم حتى ب «جهد» القبول لأنه أصبح قدرة داخلية صامتة وهادئة، ونشعر حينها أننا صرنا أكثر قوة.
القبول بوصفه التفافا
يعلمنا القبول أن نختار أفضل الطرق للوصول إلى حيث نريد، وهذا الطريق ليس خطا مستقيما بالضرورة. إن هذا يشبه تماما المسير في الجبال؛ فقد تكون فكرة سيئة أن نقرر الصعود إلى القمة مباشرة، فنتبع طرقا تلتف وتحاذي جوانب الجبل دون أن نتخلى عن فكرة الوصول إلى الأعلى في النهاية. إننا نقبل أن نأخذ الممرات المنعطفة والصاعدة سائرين نحو القمة. وبنفس الطريقة، لا نستطيع تجاوز بعض الجهود النفسية إلا عبر قبولنا لها.
قد يكون مثلا من غير المجدي أن نحاول مواجهة بعض أفكار الفشل كالقول: «لن أستطيع القيام بذلك.» عبر تحفيز إرادتنا كأن نرد على أنفسنا: «بلى يجب أن أقوم بذلك.» أو عبر الاستعانة بالتفكير المنطقي: «لا يوجد سبب يمنعني من القيام بذلك.» إننا لن نتعلم أبدا - بإصرارنا هذا - كيف نقبل أفكار الفشل في دواخلنا (من الأفضل أن نتعلم عدم إطاعتها من أن نحاول رفضها أو إلغاءها)، ولن تكف حينها عن أن تسبب لنا حالات من عدم التوازن النفسي بطاقتها القوية. بالإضافة إلى ذلك، لن نكون قد قبلنا أفكار الفشل كأحد الاحتمالات الموجودة. بينما الالتفاف على أفكار الفشل هذه يمتلك في أغلب الأحيان، وعكس ما نظن، تأثيرا كاشفا، ومثيرا للراحة: «نعم، أنا أقبل الأمر، ولا أعرف إن كان ذلك سيجدي نفعا، لكن لدي رغبة بتحقيق ذلك. إذن سأحاول أن أفعل ما بوسعي، وبعدها سأرى النتيجة ...»
يعلمنا الوعي الكامل القيام بالتفاف كهذا عبر القبول؛ أي قبول فكرة الفشل. علينا مراقبة تأثيرها علينا، دون أن نغذيها أو نعطيها الطاقة عبر محاربتنا لها، أو محاولة إبعادها. علينا أن نتركها تترسب داخلنا عبر الاستمرار بالتنفس وترك إدراكنا مفتوحا على آخره، وأن نظل في حالة من الوعي الكامل. ومن بعدها علينا العودة إلى الفعل، والذي سيكون في معظم الأحيان الطريقة الوحيدة للتحقق مما إذا كانت أفكار الفشل تلك حقيقية، أم لا.
Bog aan la aqoon