Ka Fiirso Maalinba Maalinta Ka Danbeysa
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Noocyada
علينا الاعتياد على الحضور أثناء كل ما نفعله؛ قبل العمل، أو تناول الطعام، أو الاتصال بأحد المعارف، علينا أن نأخذ عدة لحظات ونقوم بالتنفس بحالة وعي كامل. علينا أن نكون بحالة تواصل هادئ مع ما سنقوم به. إنها ليست رغبة بالقيام بحديث فائق الأهمية أو الوصول إلى حالة عاطفية معقدة، وإنما ببساطة أن نكون في حالة حضور ذهني. ومن المهم أيضا أن نقوم كل يوم وكل أسبوع بتمارين «لا شيء إلا ...» لا شيء إلا تناول الطعام (تناول وجبة ونحن بحالة وعي كامل)، لا شيء إلا المشي (السير دون التفكير بوجهة الطريق)، لا شيء إلا تنظيف الأسنان (دون التفكير باليوم الذي ينتظرنا، أو باليوم الذي قضيناه).
الفصل الثالث عشر
أن نشحذ انتباهنا
نظرة هادئة ومنتبهة. ووجه مفعم بالذكاء الهادئ. إنه لا يبدي تعابير لطف أو عدوانية. لا شيء غير هم الإدراك والفهم الأكثر دقة. إنه توماس مور الذي يبدو حيا بشكل لا يعقل في هذه اللوحة النابضة، رغم أنها رسمت منذ خمسة قرون. إنها لعبة الأبدية! تظهر هذه اللوحة التي أنجزها هانس هولباين صديق توماس مور حدة انتباه مور وقدرته على الغياب والحضور في نفس الوقت. لقد كان رجلا فعالا في حركية العالم؛ شخصا رفيعا وذا شأن. شاهدوا لباسه الفاخر، وهذه السلسلة الذهبية التي تشير إلى الخدمات التي قام بها للملك. كما نجد في يده ورقة صغيرة كدليل ربما على نشاطه الذهني الكثيف. لقد كان أيضا رجلا مليئا بالإنسانية، والشجاعة والشرف، وكان مصلحا وصاحب رؤية في كتابه الشهير «اليوتوبيا»، وصديقا للفيلسوف الكبير إيرازموس. لقد كان أيضا أبا حريصا وعطوفا ولم يكن ذلك شائعا في زمنه. لنقرأ ما كتب يوما إلى ابنته مارجريت: «أؤكد لك أنني، بدلا من أن أتركك تكبرين في الجهل والكسل، أفضل أن أستغني عن كل شيء، وأن أقول وداعا لمتاع الدنيا؛ كي أستطيع الاهتمام بأطفالي، الذين لا يوجد بينهم من هو أغلى منك، يا ابنتي المحبوبة.» هذه الابنة التي ستبقي معها حتى موتها رأس والدها المقطوع.
لوحة «توماس مور» (1527 تقريبا) لهانس هولباين الابن (1497 / 1498-1543)، وهي لوحة زيتية على الخشب، بأبعاد 0,749 × 0,603 متر، مجموعة فريك، نيويورك.
فبعد أن كان رجل دولة مهما، حكم عليه بالموت من قبل ملك إنجلترا هنري الثامن؛ لأنه عارض ذلك الوحش الاستبدادي الذي كان لا يأكل إلا اللحم، وكان يغير زوجاته كما يغير المرء قميصه. راقبوا جيدا وجهه؛ انظروا إلى عينه اليسرى المليئة بالعطف والرقة، أما عينه اليمنى فهي حادة الانتباه. فهل نستطيع أن نكون مثل توماس مور، قادرين كل يوم على تحقيق الحالتين؟
إن كنت شاعرا، فستستطيع حتما أن تلاحظ الغيمة التي تسبح فوق هذه الورقة. دون غيمة لن يكون هناك مطر؛ ودون مطر لن تنمو الأشجار؛ ودون أشجار لن نستطيع صناعة الورق. لذا، فإن الغيم أساسي بالنسبة لها؛ إن لم يوجد، فلن يكون هناك ورق.
تيك نيات هان
الذكاء التأملي
يقول باسكال: «هناك نوعان من المبالغة؛ إقصاء المنطق، وعدم القبول إلا به.» يتلاقى التأمل والمنطق؛ فالتأمل يسمح للمنطق بتوسيع مجالاته. إن التأمل بالوعي الكامل لا يضعف قدرات الذهن؛ فهو ليس حالة من التأمل السلبي. إنه على العكس غذاء لذكائنا.
Bog aan la aqoon