Ka Fiirso Maalinba Maalinta Ka Danbeysa
تأمل يوما بعد يوم: ٢٥ درسا للعيش بوعي كامل
Noocyada
في البداية سيبدو لنا الأمر غريبا؛ هناك فراغ (فراغ الحركة والفعل)، وانشغال (اضطراب الأفكار والأحاسيس التي نعي فجأة وجودها). هناك شيء ما ينقصنا؛ معاييرنا، و«الأشياء التي يجب القيام بها». لكن، فيما بعد، يظهر ارتياح آت من هذا الفراغ. هنا لا تجري الأمور كما في «الخارج» حيث تتمسك روحنا بعدد من الأشياء أو المشاريع، أو ربما القيام بفعل ما، أو التفكير بموضوع معين، حيث يبقى انتباهنا منشغلا بمسألة ما.
في هذه التجربة التأملية الخالية من الفعل الظاهري، نحتاج إلى وقت كي نعتادها، لتكون رؤيتنا أكثر وضوحا؛ كما هي الحال في اللوحة، عند مرورنا من الضوء إلى العتمة، نكون حينها قد وصلنا إلى دواخلنا الحقيقية بالفعل. لقد كانت قريبة جدا منا، لكننا لم نجرب الذهاب إليها. كنا نتسكع في الخارج؛ في زمن الضغوط الحثيثة والتنبيهات المتعبة، حيث يبقى التواصل بذواتنا بورا، ودواخلنا مهجورة، بينما كل ما هو خارجنا كان أسهل في الوصول إليه وأكثر وضوحا. في التجربة التأملية، سنجد في دواخلنا غالبا أرضا بلا طرق معبدة. في البهو الذي يتأمل فيه الفيلسوف نجد قليلا من الضوء، علينا إذن أن نفتح عيوننا أكثر. في دواخلنا أيضا، يوجد قليل من الوضوح والطمأنينة، علينا إذن أن نفتح عيون روحنا على اتساعها.
إننا نتوقع أو نأمل أن نجد هدوءا وفراغا، لكننا نجد أنفسنا في سوق كبيرة، صخب، وفوضى. نتوق إلى الوضوح، لكننا نجد الارتباك. وأحيانا يعرضنا التأمل للقلق والمعاناة؛ إنه يعرضنا لما يجعلنا نتألم ونحاول تجاهله بالتفكير بشيء آخر، بالانشغال بمكان آخر.
تهدئة الاضطراب
يبدو الأمر يسيرا ظاهريا، نظن أنه يكفينا أن نجلس ونغلق عيوننا، لكن الأمر ليس كذلك. إنها البداية فقط. بداية لا بد منها، لكنها ليست كافية.
إذن؟ ... إذن يجب البدء بالعمل، أن نتعلم كيف ننظر، وكيف نبقى حاضرين هنا، لكن على بعد خطوة من العالم. هكذا، ونحن جالسون، وعيوننا مغمضة، نتعلم كيف نصفي اختلاجاتنا.
إنها أول خطوة علينا تجاوزها؛ أن نبقى صامتين، دون حركة ما يكفي من الوقت إلى أن يأتي نوع من الهدوء يغطي ثرثرة روحنا الداخلية، ما يكفي كي نرى بوضوح أكثر، دون إصرار، أو رغبة بأن يتحقق الأمر فورا؛ لأن ذلك قد يدفعنا إلى الفوضى. إذن؛ علينا ترك كل شيء كي يأتي تلقائيا من دواخلنا.
أحيانا يجب الانتظار طويلا؛ لأننا لا نستطيع استعجال هذه العملية. نود ذلك، لكن لا نستطيع. فالتأمل يأخذ وقته، وقد تمضي أيام لا يتراءى لنا فيها شيء. هذا فظيع، أليس كذلك؟! خصوصا في زمننا هذا المليء بالوعود الآنية، والنتائج المضمونة. يروي لنا حكماء فلسفة الزن قصصا بهذا الشأن. ومثال على ذلك هذه القصة التي يسأل فيها تلميذ معلمه: «سيدي، كم من الوقت يلزمني كي أصل إلى حالة صفاء الروح؟» بعد فترة صمت، يجيبه الفيلسوف: «ثلاثون سنة.» يقول التلميذ: «أوه ... هذا وقت طويل. ماذا إذا ضاعفت جهودي، إذا عملت بجهد أكثر، نهارا وليلا، إذا لم أفعل شيئا آخر؟» بقي الحكيم فترة طويلة صامتا، وقال في النهاية: «إذن، خمسون سنة ...»
نكون حينها قد وصلنا إلى دواخلنا الحقيقية بالفعل. لقد كانت قريبة جدا منا، لكننا لم نجرب الذهاب إليها.
كيف يمكن أن نرى بوضوح أكثر؟
Bog aan la aqoon