Ta'wil Mukhtalif al-Hadith
تأويل مختلف الحديث
Daabacaha
المكتب الاسلامي ومؤسسة الإشراق
Lambarka Daabacaadda
الطبعة الثانية
Sanadka Daabacaadda
1419 AH
Noocyada
Culuumta Xadiiska
وَقَدْ قِيلَ لِأَبِي حَنِيفَةَ، وَكَانَ فِي الْفُتْيَا وَلُطْفِ النَّظَرِ وَاحِدُ زَمَانِهِ١، مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ تَنَاوَلَ صَخْرَةً فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ، أَتَقِيدُهُ بِهِ؟
فَقَالَ: لَا، وَلَوْ رَمَاهُ بِأَبَا٢ قُبَيْسٍ.
وَكَانَ بِشْرٌ الْمَرِيسِيُّ يَقُولُ لِجُلَسَائِهِ: قَضَى اللَّهُ لَكُمُ الْحَوَائِجَ، عَلَى أَحْسَنِ الْأُمُورِ، وَأَهْنَؤُهَا٣.
فَنَظَرَ قَاسِمٌ التَّمَّارُ قَوْمًا يَضْحَكُونَ، مِنْ قَوْلِ بِشْرٍ٤.
فَقَالَ: هَذَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
إِنَّ سُلَيْمَى وَاللَّهِ يَكْلَؤُهَا ... ضَنَّتْ بِشَيْءٍ مَا كَانَ يَرْزَؤُهَا
وَبِشْرٌ رَأْسٌ فِي الرَّأْيِ، وَقَاسِمٌ التَّمَّارُ مُتَقَدِّمٌ فِي أَصْحَابِ الْكَلَامِ وَاحْتِجَاجُهُ لِبِشْرٍ أَعْجَبُ مِنْ لَحْنِ بِشْرٍ.
وَقَالَ بِلَالٌ لِشَبِيبِ بْنِ٥ شَيْبَةَ، وَهُوَ يَسْتَعْدِي٦ عَلَى عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ: أَحْضِرْنِيهِ فَقَالَ: قَدْ دَعَوْتُهُ، فكلَّ ذَلِكَ يَأْبَى عَلَي، قَالَ بِلَال: فالذنب لكل٧.
١ عَاد الْمُؤلف هُنَا إِلَى إنصاف أبي حنيفَة وَالشَّهَادَة لَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أهل، وَهَذَا الْحق الَّذِي عَلَيْهِ أَكثر الْعلمَاء، ويدحض مَا سبق من انتقاص.
٢ وَالصَّحِيح: بِأبي قيس. لِأَن الْأَسْمَاء الْخَمْسَة تجر بِالْيَاءِ.
٣ وَالصَّحِيح: وأهنئها، بِكَسْر الْهمزَة المتوسطة لعطفها على مجرور.
٤ بشر المريسي: ابْن غياث، فَقِيه معتزلي عَارِف بالفلسفة يرْمى بالزندقة هُوَ رَأس طَائِفَة المريسية القائلة بالإرجاء، وَقَالَ بِرَأْي الْجَهْمِية وأوذي فِي دولة هَارُون الرشيد وَهُوَ من أهل بَغْدَاد توفّي عَام ٢١٨هـ.
٥ شبيب بن شيبَة بن عبد الله التَّمِيمِي، أديب الْمُلُوك وجليس الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين من أهل الْبَصْرَة توفّي ١٧٠هـ.
٦ يَسْتَعْدِي: أَي يَسْتَعِين عَلَيْهِ.
٧ يَعْنِي بِهِ الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ فِي التَّعْبِير بِلَفْظ: "كل" فِي قَوْله: "فَكل ذَلِك" لِأَنَّهَا لَا تدخل إِلَّا على ذِي أَفْرَاد أَو أَجزَاء، والحضور فِي مجْلِس الحكم لَيْسَ كَذَلِك "قَالَه الأسعردي".
1 / 134