Syrian Magazine of 'Al Ma'arifa'
مجلة «المعرفة» السورية
Noocyada
المتعلمين، فالمرء يريد أن يعوض إهماله بما يتشدد في طلبه من الآخرين.
فمن الوسائل إرضاء الآباء أن تطلب من الطفل وظيفة بيته، وهو في السادسة أو السابعة من عمره. ومن حقه أن يكون في فراشه مع هبوط الليل، ثم نحن نعرف ظروفه الطبقة الفقيرة، فلا المعتقد صحي، ولا الإضاءة حسنة، ولا مراقبة عليه فيأخذ وضعية سيئة ويضر النور الخافت ببصره ومن ثم يغفو الطفل فوق دفتره، أن هذا الأجرام في حق الطفولة، ولكن الآباء يريدون ذلك ولا مرد لما يريدون.
وليس البلاء مقتصرًا على أبن السادسة أو السابعة بل يسير مطردًا حتى أبن الثالثة عشرة حتى اختلط بين التعليم والأشغال الشاقة، فما ينبغي بحال أن يسهر مراهق حتى منتصف الليل يهيء لشهادته الابتدائية.
حقيقة واحدة يجب أن يدركها الآباء والأمهات هي أن ليس من مصلحتهم توجيه المعلم أو القيام بوظيفته وأن من واجبهم أن يعاونون معه فحسب تعاونًا قويًا صادقًا.
وعلى عاتق الأسرة مهمة جد خطيرة هي تكوين شخصية الطفل المميز لأن المدرسة تعمل على تكوينه بصورة عامة، وهي رغم ما لديهم من الوسائل والمنهاج نراها مضطرة لأن تصوغ كل الأفراد في قوالب متنافسة وأشكال نمطية، بينما الأسرة تستطيع أن تبلي حاجات الأسرة كل طفل حسب قابليته الفردية واستعداد الشخصي وتحول دون أن يكون واحدًا من القطيع
٣_التربية الأخلاقية
أن التربية الخلقية أصعب من التربية العقلية لأن تكوين الوجدان أشق من تثقيف العقل لذا وجب أن يزداد التعاون بين المدرسة والبيت في هذا الشأن، على أن التربية الخلقية أشد لصوقًا بالأب وأقرب إلى الوظيفة من التربية العقلية، فالأب لا يستطيع في أي حال، أن بترك له، ولوحده، مسائل التربية الخلقية أذا كان يدعى بحق رب الأسرة.
من المستطاع أن نحمل المدرسة بعض الأخطاء التي تعرقل مهمة المعلم في التربية الخلقية، كعزلة المعلم وازدراؤه للاتصال بالأسرة، وجفاف التعليم وفساد النظام أما لقسوة مفرطة وفقدان الوحدة بين المعلمين، ونقص الحماس، ثم ازدحام الطلاب في كل صف، وأخيرًا عدم اصطناع منهاج التربية الحديثة.
1 / 46