Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Daabacaha
دار الأدب الاسلامي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Noocyada
وَيْحَكَ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّهُ بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْهُ، وَسَأُحَدِّثُكَ عَنْ ذَلِكَ.
وَاسْتَأْنَفَ عُمَرُ كَلَامَهُ فَقَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْمُرُ ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ، وَيَتَفَاوَضَانِ(١) فِي أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، وَكُنْتُ مَعَهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالْمَسْجِدِ لَمْ نَتَبَيَّنْهُ(٢) ... فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَقَالَ:
(مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْبًا كَمَا نَزَلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ) ...
ثُمَّ جَلَسَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَدْعُو فَجَعَلَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُولُ لَهُ:
(سَلْ تُعْطَهْ ... سَلْ تُعْطَهْ) ...
ثُمَّ أَتْبَعَ عُمَرُ يَقُولُ:
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ لَأَغْدُوَنَّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَشِّرْهُ بِدُعَاءِ الرَّسُولِ ﷺ عَلَى دُعَائِهِ، فَغَدَوْتُ عَلَيْهِ فَبَشَّرْتُهُ، فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرٍ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ؛ فَبَشَّرَهُ ...
وَلَا وَاللَّهِ مَا سَابَقْتُ أَبَا بَكْرٍ إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنِي إِلَيْهِ.
* * *
وَلَقَدْ بَلَغَ مِنْ عِلْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ بِكِتَابِ اللَّهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَٰهَ غَيْرُهُ، مَا نَزَلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا وَأَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ نَزَلَتْ.
(١) يتفاوضان: يتذاكران ويتحدثان.
(٢) لم نتبينه: لم نعرفه.
103