68

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Daabacaha

دار الأدب الاسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

فَأَخَذَ أَبُو أَيُوبَ جَدْيًا فَذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: اعْجِنِي وَاخْبِزِي لَنَا، وَأَنْتِ أَعْلَمُ بِالْخَبْزِ، ثُمَّ أَخَذَ نِصْفَ الجَدْيِ فَطَبَخَهُ، وَعَمَدَ إِلَى نِصْفِهِ الثَّانِي فَشَوَاهُ، فَلَمَّا نَضِجَ الطَّعَامُ وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ ﷺ وَصَاحِبِهِ، أَخَذَ الرَّسُولُ قِطْعَةً مِنَ الجَدْيِ وَوَضَعَهَا فِي رَغِيفٍ، وَقَالَ:

(يَا أَبَا أَيُّوبَ، بَادِرْ(١) بِهَذِهِ القِطْعَةِ إِلَى فَاطِمَةَ(٢)، فَإِنَّهَا لَمْ تُصِبْ مِثْلَ هَذَا مُنْذُ أَيَّامٍ).

فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:

(خُبْزٌ، وَلَحْمٌ، وَتَمْرٌ، وَبُسْرٌ، وَرُطَبٌ!!!)...

وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ ثُمَّ قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ هَذَا هُوَ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَإِذَا أَصَبْتُمْ(٣) مِثْلَ هَذَا فَضَرَبْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ فِيهِ فَقُولُوا:

بِسْمِ اللَّهِ، فَإِذَا شَبِعْتُمْ فَقُولُوا:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ أَشْبَعَنَا وَأَنْعَمَ عَلَيْنَا فَأَفْضَلَ).

ثُمَّ نَهَضَ الرَّسُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَقَالَ لِأَبِي أَيُّوبَ:

(ائْتِنَا غَدًا).

وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا يَصْنَعُ لَهُ أَحَدٌ مَعْرُوفًا إِلَّا أَحَبَّ أَنْ يُجَازِيَهُ عَلَيْهِ؛ لَكِنَّ أَبَا أَيُّوبَ لَمْ يَسْمَعْ ذَلِكَ.

فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ:

إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ غَدًا يَا أَبَا أَيُّوبَ.

(١) بادر: عجل.

(٢) فاطمة الزهراء: انظرها في كتاب ((صور من حياة الصحابيات)) للمؤلف.

(٣) أصبتُم: يَلْتُم.

72