Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Daabacaha
دار الأدب الاسلامي
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Noocyada
وَأَخَذَ الفِتْيَانُ يُشِيعُونَ مَعَ إِشْرَاقَةِ كُلِّ صَبَاحٍ:
أَنَّ مُحَمَّداً قَدْ جَاءَ ...
فَكَانَ يَسْعَى إِلَيْهِ أَنَسٌ مَعَ السَّاعِينَ مِنَ الأَوْلَادِ الصِّغَارِ؛ لَكِنَّهُ لَا يَرَى شَيْئًا فَيَعُودُ كَئِيباً مَحْزُوناً.
* * *
وَفِي ذَاتِ صَبَاحٍ شَذِيٍّ(١) الأَنْدَاءِ، نَضِيرِ الرُّوَاءِ، هَتَفَ رِجَالٌ فِي ((يَثْرِبَ)): إِنَّ مُحَمَّداً وَصَاحِبَهُ غَدَوَا قَرِيبَيْنِ مِنَ المَدِينَةِ.
فَطَفِقَ الرِّجَالُ يَتَّجِهُونَ نَحْوَ الطَّرِيقِ المَيْمُونِ الَّذِي يَحْمِلُ إِلَيْهِمْ نَبِيَّ الهُدَى وَالخَيْرِ ...
وَمَضَوْا يَتَسَابِقُونَ إِلَيْهِ جَمَاعَاتٍ جَمَاعَاتٍ، تَتَخَلَّلُهُمْ أَسْرَابٌ(٢) مِنْ صِغَارِ الفِتْيَانِ تُغَرِّدُ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَرْحَةٌ تَغْمُرُ قُلُوبَهُمُ الصَّغِيرَةَ، وَتُتْرِعُ أَفْئِدَتَهُمْ الفَتِيَّةَ ...
وَكَانَ فِي طَلِيعَةِ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَةِ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ.
* * *
أَقْبَلَ الرَّسُولُ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مَعَ صَاحِبِهِ الصِّدِّيقِ، وَمَضَيَا بَيْنَ أَظْهُرِ المَجْمُوعِ الزَّاخِرَةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالوِلْدَانِ ...
أَمَّا النِّسْوَةُ المُخَدَّرَاتُ(٣)، وَالصَّبَايَا الصَّغِيرَاتُ فَقَدْ عَلَوْنَ سُطُوحَ المَنَازِلِ، وَجَعَلْنَ يَتَرَاءَيْنَ(٤) الرَّسُولَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَيَقُلْنَ:
(١) شَذِيّ: معطَّر بالمسك.
(٢) تَتَخَلَّلُهُم أَسْرَابٌ: تتداخل بينهم، والأسراب: مفردها سرب وهي جماعة من الطير.
(٣) المُخَدَّرَات: المستقرات في خدورهن أي بيوتهن.
(٤) التَّرَائي: الرؤية من بُعد.
10