140

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Daabacaha

دار الأدب الاسلامي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

ثم تناهت(١) إلى أبي ذر - وهو في باديته - أخبار الشيء الجديد الذي ظهر في مكة، فقال لأخيه (أنسٍ) :

انطلق - لا أبا لك(٢) - إلى مكة، وقف على أخبار هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، وأنه يأتيه وحي من السماء، واسمع شيئًا من قوله واحمله إلي.

***

ذهب (أنيس) إلى مكة، والتقى بالرسول صلوات الله عليه وسلامه، وسمع منه، ثم عاد إلى البادية فتلقاه أبو ذر في لهفة، وسأله عن أخبار النبي الجديد في شغف(٣).

فقال: لقد رأيت - والله - رجلًا يدعو إلى مكارم الأخلاق، ويقول كلامًا ما هو بالشعر.

فقال له: وماذا يقول الناس فيه؟

فقال: يقولون: إنه ساحر، وكاهن، وشاعر.

فقال أبو ذر: والله ما شفيت لي غليلًا(٤)، ولا قضيت لي حاجة، فهل أنت كافٍ عيالي حتى أنطلق فأنظر في أمره؟

فقال: نعم... ولكن كن من أهل مكة على حذر.

***

تزود أبو ذر لنفسه، وحمل معه قربة ماء صغيرة، واتجه من غده إلى مكة يريد لقاء النبي ﷺ، والوقوف على خبره بنفسه.

***

(١) تناهت إليه الأخبار: بلغته.

(٢) لا أبا لك: كلمة تقال في المدح والذم، والمراد بها هنا المدح.

(٣) في شغف: في شوق.

(٤) الغليل: العطش.

144