Waxaan noqday ilaah kadib sagaalaadka
وصرت إلها بعد التاسعة
Noocyada
كانت معاهدة 36 هي جذور حادث الرابع من فبراير، والتي أصر الإنجليز أن يحضر مباحثاتها كافة الأحزاب، عدا الحزب الوطني، الذي أطلق شعار «لا مفاوضات قبل الجلاء»، ووقع المعاهدة عن الجانب المصري «النحاس باشا»، وكان رئيسا للوزارة وقتها، وعن الجانب البريطاني سير «مايلز لامبسون» بوصفه المندوب السامي البريطاني، وبعد إقالة وزارة «النحاس» بعد عام واحد من المعاهدة، وتكليف «محمد محمود باشا» بتشكيل الوزارة، وهو أول تكليف يقوم به الملك «فاروق»؛ فتكليف «النحاس» جاء من الملك «فؤاد»، أزعج الإنجليز قليلا إقالة وزارة النحاس في البداية، لكنهم استحسنوا الفكرة حتى لا تقوى شوكته على حد تعبير «لامبسون»، وتوالت الوزارات من عام 1937م وحتى عام 1942م، فجاءت بعد وزارة «محمد محمود» وزارة «علي ماهر باشا»، ثم وزارة «حسن صبري باشا»، تليها وزارة «حسين سري باشا»، والتي تعتبرها إنجلترا من الوزارات المتفهمة لمصالح الإمبراطورية، وحين تم إقالتها، واستدعاء «علي ماهر» مرة أخرى لتشكيل وزارة لم يعجب «لامبسون» الأمر، وشعر بتهديد لمصالح الإمبراطورية؛ لكون «علي ماهر» على اتصال بدول المحور، مما يعد خرقا لاتفاقية 36، وأن «النحاس» هو أفضل من يتفهم تلك البنود في الوقت الراهن.
وكانت مذكرات «لامبسون» تضع وصفا دقيقا لما فعله خلال الأيام الأربعة من شهر فبراير، واستلهم «حسن» تلك الرواية منها، ومن بعض التقارير الأسبوعية التي كان يرسلها «لامبسون» للإمبراطورية، والتي كانت لها تركيبة ثابتة، تبدأ بما فعله بملاحظاته طوال الأسبوع، بما في ذلك الإشاعات التي سمعها، ثم تقرير «والتر سمارت»، المستشار الشرقي للإمبراطورية، ثم تقرير السير «كين بويد»، وهو آخر مستشار إنجليزي لوزارة الداخلية المصرية، وفي كثير من الأحيان كان يرفق تقرير «روبرت فيرنس»، وهو المشرف على الإذاعة، والجرائد، والبريد، والمكالمات الهاتفية التي يتم التنصت عليها من غرفة خاصة بمصلحة التليفونات المصرية بشارع «الملكة ناظلي»، والمعروف بشارع «رمسيس» حاليا.
لم تكن قراءة «حسن» للمذكرات هي المبدعة، بقدر ما أظهره من قدرة لا يستهان بها على إظهار مواطن الضعف والقوة في الشخصيات المشتركة في ذلك الحدث، ولم يغفر للنحاس قبوله تشكيل الوزارة بالدبابات والمدرعات الحربية البريطانية.
صاغ حسن الرواية من خلال رحلة لصائد سمك من بورسعيد، جاء ليطلب من الملك أن يبعد عنه وقريته أذى الجنود البريطانيين، فيأتي «سيد دنيس» وهو اسم بطل الرواية، وأسماه «دنيس» لكون هذا النوع من السمك يمكن اصطياده بدون وضع أي طعم في السنارة، ورغم حلاوة طعمه إلا أنه معروف بالغباء، وقلة البخت.
فيأتي بطلنا هذا إلى القصر، فيجد الملك نفسه يتعرض لمضايقات الإنجليز، فيعود أدراجه، كنت أقلب في الرواية حتى وصلت لأغنية الختام التي صاغها «شنن» بروعة يحسد عليها.
حبيبتي تعبت من تعبك
ومش قادر أجافيكي
وأقول يا رب يشفيكي
يا ريت العلة جت فيا
ومش فيكي
Bog aan la aqoon