(13) وسرت مدينة ذات سور صالح كالمنيع من طين وطابية وبها قبائل من البربر ولهم مزارع فى نفس البر تقصد نواحيها إذا مطرت وتنتجع مراعيها ولها من وجوه الأموال والغلات والصدقات فى سائمة الإبل والغنم ما يزيد على حال اجدابيه ومالها فى وقتنا هذا وبها نخيل تجتنى أرطابها وليس بها من القسب والتمر ما تذكر حاله لأن نخيلهم بقدر كفايتهم ولهم أعناب وفواكه وأسعارهم صالحة على مر الأوقات، والمتلى صدقاتهم وجباياتهم وخراجاتهم وما يجب على القوافل المجتازة بهم صاحب صلاتهم [21 ظ] واليه جميع مجارى أمر البلد والنظر فيه وفيما ورد اليه وصدر فى استيفاء ضرائبه ولوازمه واعتبار السجلات والمناشير بمواجب ما على الأمتعة وتصفحها (10) خوف الحيلة الواقعة دون الأداء عنه بافريقية ودخلها أوفر من دخل اجدابيه لما ذكرت، وهى عن غلوة سهم عن البحر فى مستواة من رمل وترد المراكب أيضا عليها بالمتاع وتصدر عنها بشىء منه كالشب السرتى فإنه بها غزير كثير وبالصوف أيضا ولحوم المعز أغذى فيها من الضأن وأنفع وتقوم لحوم الضأن فيها مقام لحم المعز بغيرها لأنها غير ملائمة لأهلها وللسافرة المجتازين من أجل مراعيها وشرب أهلها من ماء المطر المختزن فى المواجل، وعدد البربر بها أوفر وأغزر وأكثر منه بما جاورها وللبربر حاضرة بنفس قصبة سرت وبينهم خلاف على مر الأوقات وحروب ربما (18) ثارت فى بعض الأحايين قريبة ولا تدوم (19) وعاملهم قائم بنفسه من تحت يد سلطانهم الأعظم (20)، (14) فأما اطرابلس فكانت قديما من عمل افريقية وسمعت من يذكر أن عمل افريقية لما كانت اطرابلس مضافة اليها معروف معلوم وكان من صبره وهى منزل من اطرابلس على يوم وبه ضريبة على القوافل وقتنا هذا ولم أعرفها قديما ولا سمعت بها على الخارج من اطرابلس الى القيروان
Bogga 68