Buugga Sawirka Dhulka
كتاب صورة الأرض
هناك وبها زعفران كثير ويقع اليها رقيق كثير من سائر دور الكفر المصاقبة لها، (10) وتفليس مدينة دون باب الأبواب فى الكبر وعليها سوران من طين ولها ثلثة أبواب وهى خصبة حصينة كثيرة الخيرات رخيصة الأسعار يزيد رخاؤها على سائر البلدان الراخية والنواحى الرفهة والخصبة ولقد ذكر بعض من اشترى بها العسل [ذات يوم أنه اشتراه على] (6) نحو عشرين (20) رطلا بدرهم، وهى ثغر جليل كثير الأعداء من كل جهة وبها حمامات كحمامات طبرية ماؤها سخين من غير نار، وهى على نهر الكر (8) ولها فيه عروب يطحن فيها [95 ظ] الحنطة كما تطحن عروب الموصل والرقة وغيرهما فى الدجلة والفرات، [والآن فهى بيد الكرج أخذوها فى العشر الأخير من سنى خمسمائة وملك الكرج مع كفره يراعى أهلها ويمنع جانبهم من كل أذية وشعار الإسلام بها قائمة كما كانت ومسجد الجامع (12) ممنوع من كل دنس يوقده (21) الملك بالشمع والقناديل وما يحتاج اليه والأذان فى جميع مساجدها يجهر لا يعرض لهم أحد بسوء البتة وقد اختلط الآن المسلم والكرجى،] (14) وأهلها قوم فيهم سلامة وقبول للغريب وميل الى الطارئ عليهم وأنس بمن له أدنى فهم وانتساب الى شىء من الأدب وهم أهل سنة محضة على المذاهب القديمة يكبرون علم الحديث ويعظمون أهله مع أنى لقيت جماعة وغير ثقة فاضل ممن طرأ اليها وأقام بها السنة والأكثر مصطلحين على أنه لم يبت أحد منهم فى منزله بوجه ولا قدر على ذلك، ولقد تبينت من رغبتهم فى ذلك وحرصهم عليه أنى دخلتها وقد آليت أن لا آكل لإحد بها طعاما إيثارا لأن أملك نفسى وأنقطع الى ما هو أولى بى من حوائجى فعقد لى مجلس للمناظرة على هذه اليمين فى دار أميرها وحضر القاضى ابن (22) سميع فابتدأ دونهم فقال
Bogga 340