من آراء الروم لما يقترن بهم من الجسارة والبسالة ففتحوا له المضائق وتقدموه فى المسالك وأطمعوه على مر الأيام وتعاقب الأعوام [.....] (2) وهلاك السلطان وفقر الخواص والعوام فى انطاكيه والمصيصة وحلب وطرسوس (4) فدار لهم عليها ما كان القضاء قد سبق به والمقدار قد نفذ فيه، وعمد (5) الحسن بن عبد الله بن حمدان الى نصيبين واكتسح أشجارها وبذل ثمارها وعور أنهارها واستصفاها عمن كان دخل الى بلد الروم واشترى من [بعض قوم واغتصب] (7) آخرين فملكها إلا القليل وجعل مكان الفواكه الغلات بالحبوب والسمسم والقطن والأرز فصار ارتفاعها أضعاف ما كانت عليه وزادت ريوعها وسلمها الى من بقى من أهلها ولم يمكنهم النهوض عنها وآثروا فطرة الإسلام ومحبة المنشأ وحيث قضوا ليانات (10) الأيام والشباب على مقاسمة النصف من غلاتها الى [أى] (11) نوع كانت على أن يقدر الدخل ويقومه عينا إن شاء أو ورقا ويعطى الحراث ثمن ما وجب له بحق المقاسمة فيكون دون الخمسين (13) ولم يزالوا على ذلك معه ومع ولده الغضنفر الى أن لحقا بأسلافهما الدجالين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا إذا منظرين (15)، وأهلها وقتنا هذا على أقبح ما كانوا عليه وفيه (16) من تقدير من وليهم عليهم كابن الراعى لا (رحمه الله) ومن يشبهه يستغرق أكثر الغلة وتقويم ما يبقى من سهم المزارع بثمن يراه المقدر وحمل ما وقع بسهمه الى مخازنهم وأهرائهم ويرضح له منه بما يسمح به لبذره ويقدر أنه ممسك لرمقه وعيشه فى قوته،
Bogga 213