الثوري إمام في الحديث وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث، ومالك إمام فيهما جميعا» (1).
ومما يدل على أن السنة هي العمل المتبع في الصدر الأول قول علي بن أبي طالب لعبد الله بن جعفر عندما جلد شارب الخمر أربعين جلدة: «كف. جلد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين وأبو بكر أربعين، وكملها عمر ثمانين وكل سنة» (2).
وبعد أن بينت معنى السنة لغة وشرعا أرى من واجبي أن أبين معاني بعض الألفاظ التي تداولها أهل هذا الفن في علمهم.
3 -
معنى الحديث والخبر والأثر:
الحديث لغة: الجديد من الأشياء، والحديث الخبر يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث كقطيع وأقاطيع وهو شاذ على غير قياس.
وقوله تعالى: {إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} (3)، عني بالحديث القرآن الكريم، وقوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} (4) أي بلغ ما أرسلت به (5).
فالحديث والخبر في اللغة مترادفان من وجه.
وقد تطور استعمال هذا اللفظ، وأصبح يطلق على نوع خاص من الأخبار في الأوساط الدينية بدون أن يخرجه ذلك عن معناة العام، يقول ابن مسعود:
Bogga 20