Sun Yat-sen Aabbaha Shiinaha

Cabbas Mahmud Caqqad d. 1383 AH
73

Sun Yat-sen Aabbaha Shiinaha

سن ياتسن أبو الصين

Noocyada

وبينما كان شن شي ليانج في وقدة القتال حاول لي كيانج جو في كانتون أن يساعده بغير جدوى، فقرر أن يلقي بقذيفة على مكتب حاكم مقاطعتي كوان فلم تنفجر وقبض عليه وأعدم، فكان البطل الثاني من الضحايا الذين هلكوا على مذبح الثورة.

وكانت قصة سنة 1900 هي الهزيمة الثانية للحركة الثورية، بيد أن الشعب الصيني غير موقفه منا بعد الهزيمة تغييرا عظيما، فقد كانوا بعد الهزيمة الأولى ينظرون إلينا نظرتهم إلى شرذمة من المشاغبين وقطاع الطريق يقترفون ما لا يجوز، وكانوا يهيلون علينا اللعنات والشتائم ويحسبوننا من الأفاعي السامة ويعزفون عن معرفتنا، فلما أصبنا بالهزيمة سنة 1900 لم تنقطع أصوات اللعنة الأولى عن الصياح بنا كما كانت تصيح من قبل، ولكننا وجدنا أناسا كثيرين من الأذكياء يأسفون لإخفاقنا ويعربون عن عطفهم على حركتنا، وذلك ولا ريب فارق عظيم عند المقابلة بينه وبين الحالة فيما مضى، وزملاؤنا الذين أحسوه قد خامرهم الفرح بهذه العلامة من علامات اليقظة في البلاد، وخدمت ضجة الأسرة المالكة حين دخلت جنود الدول الثمان إلى بكين ظافرة، ولاذ وكلاء القصر الإمبراطوري بأذيال الفرار وأذعنوا بعد الهدنة لشروط الغرامة وقدرها مائة مليون، وازدادت حالة الأمة الصينية سوءا على سوء ولم تزل نذر الخطر تغشاها على الدوام، وأجمع أذكياء الصين على أنها تنزلق وشيكا إلى الخراب فجاشت من ذلك الحين موجة جديدة من الثورة والهياج.

وكانت الأقاليم جميعا في ذلك الحين قد دأبت على إرسال الطلبة منها إلى اليابان لتلقي العلوم الحديثة بمدارسها، ووفد على اليابان من هؤلاء الطلبة زرافات من ذوي الرءوس الفتية النيرة، فأقبلوا توا على التزود من خواطر الثورة واشتركوا في الحركة الثورية، وكانت مناقشاتهم وآراؤهم كلها تدور على مسائل الثورة، وقد ألقى لو شن يوي خطابا فعالا على اجتماعهم الذي عقدوه لمناسبة رأس السنة وضح فيه ضرورة الثورة لخلع أسرة المانشو، ففصلته الجامعة تلبية لطلب السفير الإمبراطوري بطوكيو، وراح طلاب آخرون ... ينشرون الصحف لترويج الخواطر الثورية.

وشقت هذه الدعوة بين الطلاب طريقها إلى الصين، فلجأ شانج تي يانج ووويوهوي وشوشانج من طلاب شنغهاي إلى استخدام الصحف المسيحية لبث الدعوة الثورية، فاحتجت السلطات الإمبراطورية على تصرفهم ونجم من احتجاجها اعتقالهم في المنطقة الأجنبية، فاحتال أحدهم على الهرب وتلت ذلك أول قضية من نوعها: وهي شكوى الحكومة الصينية أحد رعاياها أمام محكمة أجنبية، فصدر الحكم بسجن شو شانج سنتين.

اشتدت الحركة خلال ذلك فرحب المهاجرون بكتاب شو شانج عن جيش الثورة الذي أنحى فيه أشد الإنحاء على الأسرة المالكة، وكان له أثر ضخم بين الصينيين والمهاجرين، وأحسب أن هذه الفترة كانت فاتحة عهد التطور الواسع في الحركة الثورية، فانضوى المهاجرون شيئا فشيئا إلى جانب الثورة وتلقفوا دعوة الطلبة والنهضة العامة في البلاد، وأعربوا لي عن مؤازرتهم حيثما التقيت بهم في طوافي باليابان.

وفي سنة 1905 وصلت إلى أوروبة مرة أخرى، ووجدت معظم الطلبة مؤيدين لقضية الثورة، وكانوا قد وصلوا إلى أوروبة حديثا من اليابان والصين فملكتهم فكرة الثورة وتقدموا من المناقشة فيها إلى توجيه أعمالها، فأبرزت يومئذ برنامجي الذي ضمنته بث الديمقراطية على مبادئها الثلاثة وتفصيل الدستور الخماسي عسى أن نتمكن من خلق نظام ثوري على هذا الأساس، وانعقد اجتماعنا الأول بمدينة بروسل فانضوى إلى رابطتنا ثلاثون عضوا ثم انضوى إليها عشرون في الاجتماع الثاني ببرلين، وكان الاجتماع الثالث بباريس حيث انضوى إلينا عشرة آخرون، ولكننا لم نعقد اجتماعنا الرابع بطوكيو حتى بلغ المنضوون إلينا عدة مئات، وكانت الصين كلها ممثلة في رابطتنا ما عدا كانسوه التي لم يكن منها أحد يطلب العلم بمدارس اليابان.

على أن كلمة الثورة لم تزل مرهوبة إلى ذلك الحين، فاكتفينا بإطلاق اسم الرابطة المتحدة على رابطتنا واحتفظت بهذا الاسم بعد ذلك بزمن غير قصير.

واعتقدت بعد قيام هذه الرابطة أن طورا جديدا من أطوار الثورة في مستهله، فقبل ذلك ما تجشمت المصاعب وتعرضت للزراية والسخرية، ومنيت بالهزيمة غير مرة فصبرت وتقدمت، ولا أخفي أنني لم أكن أحلم يومئذ ببلوغ المقصود من خلع أسرة المانشو وأنا بقيد الحياة، فلما تألفت الرابطة خريف سنة 1905 داخلني الرجاء في إنجاز المقصد الأكبر من الثورة خلال حياتي، واعتزمت إذن أن أعلن شعار الجمهورية وأبشر به جميع أعضاء الحزب كي يرجع كل منهم إلى بلده وهو على أهبة الثورة تمهيدا لإقامة الجمهورية.

ولم تكد تمضي سنة واحدة حتى ارتفع عدد أعضاء الرابطة إلى عشرة آلاف، وتشعبت فروعها على وجه التقريب في كل إقليم، فانطلقت الحركة في طريقها بخطوات فساح، وجاوز تطورها ما كنت أتوقع.

وكنا منذ تأسيس الرابطة قد أصدرنا الصحف التي تذيع خواطر الثورة في أوسع مجال وتنادي بالديمقراطية على مبادئها الثلاثة

Bog aan la aqoon