Sun Yat-sen Aabbaha Shiinaha
سن ياتسن أبو الصين
Noocyada
ونشط الأكرمون الغيورون من رعاياك فاجتازوا الجبال إلى كانتون والجنوب الأقصى، وساورهم الرجاء أن ينقذوا بقايا التراث فلا يطبق عليه الخراب، وتتابعت الضحايا وهلك من هلك راضيا في هذا الجهاد، فلم يسكن غضب السماء ولم تنفع حيلة أبناء الفناء، وكأنما هي صفحة محزنة ضمت إلى سجل سيرتك يا صاحب الجلالة، ولا شيء!
واشتدت وطأة الشريعة الواغلة وضاقت شباكها، فيا للحسرة المرة على أمتنا المسكينة وهي قابعة في الأركان تصغي ولا تنطق ولا ينطلق لها لسان، وكأنما ألصقت ألسنتهم بالغراء بين أفواههم حيث سدت أمامهم أبواب الفرج والنجاة.
وراح الآخرون يسبغون صفات الزيف على المكارم الباطلة والأمان الكاذب، ومن ورائها حكمة تداس وآداب تهدر ووصايا تبتذل، ودعواهم أنهم يوقرون حكماءها المقدسين وأئمتها الملهمين.
كظموا أنفاس الناس ليكرهوهم على الطاعة، وغلبت السيطرة المانشوية بالغيلة والحيلة فلم يعسر عليهم أن يبسطوا بأسهم ويطلبوه ثم انفجرت الثورة على الرغم من كل هذا الطغيان، وتعاقب الثوار في كل مكان ... وآل أمرها نعم إلى الهزيمة، ولكنها أعلنت صوت الأمة وكشفت عن مشيئتها فتسايرت بها الركبان.
ثم لاحت أشعة فجرنا، وآذنت شمسنا بالطلوع، وبث نفحات الحياة في أمة الصين أنها تعارفت على حقوقها وأحست كرامتها، وخارت قوى المانشويين أنفسهم فلم يقدروا على حماية حوزتهم، وزحف العداة الأقوياء على الأرض فنزل المانشويون عن خيراتها ليشبعوا مطامع جيرانها. ولئن كان أبناء الصين اليوم في نكسة لقد كانوا منذ القدم سلالة الأبطال الأشداء، فكيف بهم يصبرون على أرواح عظمائهم الذاهبين أن تلقى هذا الهوان وتنصب عليها سياط البلاء!
يومئذ هب حماة الوطن كالعاصفة أو كالسحابة التي تبرز فجاءة في أفق السماء، فاستهلت من كانتون ثم روعت بكين بقذيفة وويوية،
2
وانطلقت رصاصة هسوهسلين إلى أحشاء طاغية المانشو قبل عام، ورفع هسونج شنج لي علم الحرية على نهر اليانجزي، فتعاقبت الوثبة بعد الوثبة خلال الديار، وعلم وصي العرش بما أعده له المجاهدون خفية فكشفت الثورة عن نفسها في كانتون، وارتاعت العاصمة فنكلت بطائفة بعد طائفة، وتقدم إلى مكانهم صف بعد صف، حتى انجلت الغاشية عن دولة جديدة وسلطان جديد ... ... قيل قديما: إن طغيان البرابرة على بلادنا لم يكتب له قط أن يطول بعد مائة عام، ولكن هؤلاء المانشويين قد طال بهم الزمن مائتين وثلاث مئات، وعلم القضاء بالساعة الموعودة وإنها في النهاية آتية لا ريب فيها. وها نحن أولاء نفتتح في آسيا الشرقية تجربة الحكومة الجمهورية، وما زال العاملون من قديم موعودين بالنجاح القريب أو البعيد، وما من ريب في عقبى الصالحين بعد حين، فما لنا نجزع اليوم وقد طال انتظار النصر المبين؟
وسمعنا كثيرا بالذين صعدوا إلى هذه القمة العليا يستلهمون وحيها عسى أن تساعدهم على الخلاص، ولطالما ذرفوا الدمع السخين كلما نظروا إلى ما تحتهم من الأنهار والأودية فرأوها جاثية تحت أقدام الأجنبي الغريب، فاليوم يتبدلون بالحزن سرورا ويطوون صدورهم على الغبطة بعد القنوط.
لقد ثابت إلينا نفحة الروح من ضريحك في نانكين، وها هو ذا التنين رابض في جلاله القديم، وها هو النمر يجيل بصره في ملكه المعهود، وكل ما حوله ساكن قرير.
Bog aan la aqoon