60

Sumuww Ruhi

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Baare

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Daabacaha

دار البشير للثقافة والعلوم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

ولا يُعرف له ﷺ في هذه الأغراض إلا كلمات بيانية جاءت بما يفوق الوصف من الجمال والدقة، متناهية في الحسن، طاهرة في الدلالة، يظهر في وجه بلاغتها ما يظهر في وجه العذراء من طبيعة الحياء والْخَفَر (١). كقوله في النساء: «رِفْقًا بِالْقَوَارِيرِ» (٢).

(١) الخَفَر - بالتحريك: شدة الحياء. (٢) حديث صحيح: أخرجه الإمام البخاري (٦١٤٩، ٦١٦١، ٦٢٠٢، ٦٢٠٩، ٦٢١٠، ٦٢١١)، ومسلم (٢٣٢٣)، والإمام أحمد (٣/ ١٠٧، ١١٧، ١٧٢، ١٧٦، ١٨٦، ٢٠٦، ٢٢٧، ٢٥٢) بألفاظ متقاربة من حديث أنس بن مالك ﵁. ورواه الإمام الدارمي ﵀ في "سننه" (٢٧٠١) من حديث ابن عباس ﵄. قال الشريف الرضي [المتوفى سنة ست وأربعمائة (٤٠٦)] في كتابه "المجازات النبوية": «هذه استعارة عجيبة؛ لأنه ﵊ شَبَّه النساء - في ضعف النحائز، ووهن الغرائز - بالقوارير الرقيقة التي يوهنها الخفيف، ويصدعها اللطيف. فنهى عن أن يُسْمِعَهُنَّ ذلك الحادي [وهو أَنْجَشَة، بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم بعدها شين معجمة ثم هاء تأنيث] ما يحرك مواضع الصبوة، وينقض معاقد العفة» ا. هـ.

1 / 64