============================================================
ويقتبس من آدبه ففعلوا ذلك به فازداد نفارا وتوحشا، فبالغ السواس فى عقوبته، ال والتضييق عليه والتجويع له ؛ ليذل فنال منه الجيد ، وأن الفيل الربيب قال له ال ي وما: لقد جنيت على نفسى شرا، وأسأت النظر لها بجهلك، ولو علمت ما يراد بك من الخير لم تفعل .
ولكنه كان يقال : العزة باب تجب اللباب عن صواب الصواب .
ال وكان يقال : الجاهل ميت الأحياء لتهوره وفساد تصوره .
وكان يقال : لا تبح كرامتك غير طالبها كما لا تتكح كريمتك غير خاطبها .
فقال الفيل الوحشى للربيب : ما الذى يراد بى * قال : يطيب علفك(1)، الاويستعذب موردك، وينظف مسكنك، ويوكل بك خدمة يكللونى(1)، ويراعون شونك ويجعل لبروزك أوقات معطومات منتظرة، يشد الناس لها؛ فتجلل اليباج ويضرب بين يديك آلات تهيج الطرب، وتبعث على الاختيال ، ثم تبرز كرما معظما لا تعارضك دابة، ولا تهب عليك للهون هابة.
فقال الفيل الوحشى للربيب : لأختبرن ما ذكرت لى، فنزع عن توحشه الاونفاره وتأتى لما يراد منه ، فكرم ونعم وخدم وعظم ، ولما أظل يوم الزينة بولغ فى تكرمته وتتظيفه، وجلل بالديباج، وشد على ظهره سرير مزين ال و صعد عليه المقاتلة عليهم الدروع والخوذ، وبأيديهم عمد الحديد ، وركب على عنقه دارع(2) بيده كلاب وألبست فنطسته الزرد(4)، وشد على طرفها قائم سيف اكبير، وقبض سواسه على نابيه من عن يمين وشمال، وبايديهم عمد الحديد، ال وعليهم الدروع، وضربت بين يديه الطبول والصنوج(5) . وسار على تلك الحال ح بلغ منه المراد، فلما عاد إلى مأواه قال لذلك الفيل الربيب : قد اختبرت حقيقة ما حدشتى (1) ما تاكله الدابة.
2) أى يحرسون لك مواضع طعامك .
(3) أى من يرتدى الدرع .
4)الزرد : الدرع يتداخل بعضها فى بعض: 5) الصنوج ، مفردها الصنج : وهى آلة للطرب لها أوتار.
Bogga 145