============================================================
ثم قال لها : بل الرأى أن يكون جملة المال عندى ؛ لتحرصى على التخلص ال من زوجك واللحاق بى، فقالت له المرأة : إنى تخاف منك مثل الذى خفت منى الاولست مسلمة إليك حظى من هذا المال، فلا تحسدنى على حظى منه وقد آثرتك بالدلالة عليه، وإنه كان يقال : انما صار العدل والإتصاف مشكورا عليهما لفساد الزمان؛ لأن الشكر إنما يجب لمن تفضل بحق هو له، فأما من أعطى الحق أهله؛ فهو محمود لا مشكور: فلما سع مقالتها دعاه البغى والشره والحذر من نميمتها عليه إلى قلها، فقظها والقاها فى موضع الكنز، وبعثه الصبح فأعجله عن مواراتها، الا واحتمل المال وخرج به، ودخل الطحان على أثره ، فربط حماره فى العدار وصاح به فمشى خطوات ثم اعترض الحفير(1) والقتيل بين يديه فى مداره، فوقف فضربه الطحان ضربا شديدا والحمار يتلوم ولا يمكنه التقدم ال والطحان لا يدرى ما بين ييه ، فأخذ سكينا ونخسه(1) نخسات كثيرة ، ثم سشاط(2) غضبه فطعنه بها على خاصرته(2) فمرت فيه السكين وسقط ميتا .
الاولما انتشر الضوء رأى الطحان الحفير ووجد امرأته فيه قتيلا فاستخرجها فرأى آثار الكنز فاشتد أسفه على ذهاب الكنز وهلاك المرأة والحمار ، فقتل نفسه .
فلما سمع اللب مقالة القرد قال له : قد ظهر فيما ضربت من المثل عذر الحمار فما عذرك أنت 9 فقال له القرد : بصرى ضعف وأخاف عليه آن يذهب بالجلة ، فإن رايت أن تتظر فى صلاحه فذلك بيدك .
فقال الب : ومن لى بصلاح بصرك فان فيه صلاحى ؟ فقال القرد : ان الأطباء لكثير، ولكن العاقل لا يستطب لألمه من لم يكن من عالمه ، وإن للقردة بهذه الأرض طبيبا تصفه باجادة الطب والزهد فى متاع الدنيا ، وانى لأستروح العافية من تلقائه وأستلوح(5) الفرج فى لقائه .
(1) الحفير : ما حفر من الأرض وهو القبر .
(2) أى غرز السكين بجانبه .
(3) اى اشتد واشتعل غضبه .
(4) أى بطنه .
5) أى تبصر فيه .
Bogga 115