============================================================
ساله أن ينفذ الى ابنه رجالا من حكماء الفرس وفقهائهم ومعلمى كتابهم، فأرسل اليه يزدجرد بحاجته منهم، ثم إن النعمان ضم إلى بهرام رجلا من علماء العرب وحكمائها ودهاتها، كان ذا بصيرة بالسياسة وخبرة بكثير من اللغات وحفظ لأخبار الملوك وسيرتها، ومعرفة بأيام العرب وغيرها ، وكان ااسه حلسا، فافاد بهرام كل واحد من معطميه ما عنده من العلم .
فلما استكمل من السن اتتى عشرة سنة؛ فاق ملميه كلهم، واعترفوا بله عليهم، واستغنائه نهم ، فصرفهم النان مكرمين ، وكره بهرام مفارقة حلس الحكيم ؛ لكونه يجد عنده من المحاسن والأداب والسياسة والأخبار والدهاء مالع يره مجتمعا فى غيره ، واسدعى النصان من يزدجرد من يعلم الاولده الرماية والفروسية وما يحتاج إليه المحارب ، فبعث إليه يزدجرد بمن أرلد نم، فكثوا عند النعمان ثلاك سنين، فلما استولى على جميع ما عندهم من لك صرفهم مكرمين وأمسق حلسا لشغفه به .
الاولما استوفى من السن خمس عشرة سنة؛ استاذن النعمان الملكى يزدجرد فى القدوم عليه بولده، فأذن له فى ذلك، فوفد النعمان على يزدجرد بابنه بهرام واوفد معه رؤساء العرب وزعماعها، فأحسن يزدجرد وفابتهم وأكرم نزلتهم، ال واجزل صلة النعمان، وضاعف تشريفه وسرحه وأمساق ابنه بهرام عنده، واحبس بهرام حلسا لعلوق نفسه به.
الاوكان يزجرد فظا غليظ القلب، شديد الكبر غليظ الحجاب ، مجترثا على سفق الدماء، واغتصاب الأموال ؛ ولذلك سمى الأثيم، فعامل ابنه بهرام بالقسوة التى طبع عليها، وأتعه وكده واستعله على مجلس شرابه، فتبرم بهرام بما ناله من آبيه وعيل صبره وضاق نرعه، فشكا ذلك إلى حلس فرق حاس لشكواه، ثم اقبل عليه فقال له ما معناه : جلى الله كربك وأعلى كعبك، ال واطاب نكرك فى قلوب الأمم وافواهها، وكب لعزك ملوك العرب والعجم لجباهها.
وقال له : إن أولى الناس بإمحاض النصيحة(1) ، من كان معروفا بها، (1) أى باخلاص لا غش فيها .
Bogga 108