============================================================
الفتتة فليس لها إلا الأزم؛ يعنى الصبر.
فقال عثمان طلبه : فهو ذلك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين.
تفسير الفاظ اشتمل عليها هذا الخبر قوله باقعة : أى داهية مجرب ، ويقال : فلان باقعة بقاع اذا طوف بقاع الأرض واستفاد التجارب .
وقوله الأثرة : يعنى اختصاص بعض المستحقين للشىء به دون بعض وقوله الحامة : يعنى الخاصة .
وقوله تضغن : أى تحقد، والضغن الحقد .
ال وقوله الأزم : هو الصبر والحبس ، وحقيقته الإمساك على الشىء بالأسنان قال محد عنا الله عنه : هذا الحديث ينحو إلى ما نكره الفرس أن يزدجرد الابن بهرام(1) سأل حكيما من الفلاسفة : ما صلاح الملك 9 قال : بالرعية ، وأخذ الحق منها بغير تعسف ، والتودد اليها بالعل وأمن السبل، وانصاف المظلوم : قال : فما صلاح الملك ؟ قال : وزراؤه إذا صلحوا صلح .
قال يزدجرد : أيها الفيلسوف ان الناس قد اكثروا فى الفتن ، فصف لى ما يثيرها وما يسكنها إذا ثارت .
فقال : يظهرها جرأة عامة ، ويولدها استخفاف خاصة ويؤكدها لنبساط الالسن بضاير للقلوب، واشفاق موسر، ولمل معسر، وعطلة ملتذ، ويقظة محروم.
فقال يزدجرد : وما الذى يسكنها أيها الفاضل ؟ قال : يسكنها أيها الملك أخذ العدة لما يخاف وايثار الجد حين يلتذ الهزل ، والعمل بالحزم ، والادراع(2) بالصبر والرضا عن القضاء.
1) يزدجرد بن بهرام : من آخر ملوك الفرس الساسانيين، هزمه المسلمون فى موقعة القنسية ونهاوند . وبوفاته انتهى حكم الأسرة الساسانية . البداية والتهاية (31/2).
(2) أى الالتزام والتمسك .
Bogga 100