290

Hannaanka loo maro ogaanshaha dowaladaha boqorrada

السلوك لمعرفة دول الملوك

Tifaftire

محمد عبد القادر عطا

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Daabacaad

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Goobta Daabacaadda

لبنان/ بيروت

للخوارزمية الَّذين فِي خدمته وَطلب نجدة من الْأَمِير بدر الدّين لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل وَكَانَ قد صَالحه - فَبعث إِلَيْهِ بدر الدّين نجدة وَسَار الْملك الصَّالح من الشرق يُرِيد دمشق فَقطع الْجواد اسْم الْملك الْعَادِل من الخطة وخطب للْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب بن الْكَامِل وَضرب السِّكَّة باسمه وَدخل الصَّالح إِلَى دمشق فِي مستهل جُمَادَى الأولى وَمَعَهُ الْجواد بَين يَدَيْهِ بالناشية وَقد نَدم الْجواد على مَا كَانَ مِنْهُ وَأَرَادَ أَن يسْتَدرك الْفَائِت فَلم يقدر وَخرج من دمشق وَالنَّاس تلعنه فِي وَجهه لسوء أَثَره فيهم وَبعث الصَّالح إِلَيْهِ برد أَمْوَال النَّاس إِلَيْهِم فأبي وَسَار. وَكَانَ قد وصل مَعَ الصَّالح أَيْضا الْملك المظفر صَاحب حماة وَقد تَلقاهُ الْجواد فَكَانَ دُخُوله يَوْمًا مشهودًا فاستقر فِي قلعة دمشق وَخرج الْجواد إِلَى بِلَاده فَكَانَت مُدَّة نيابته دمشق عشرَة أشهر وَسِتَّة عشر يَوْمًا صرف فِيهَا الْأَمْوَال الَّتِي كَانَت فِي خَزَائِن الْملك الْكَامِل كلهَا وَكَانَت تزيد على سِتّمائَة ألف دِينَار مصرية سوى القماش وَغَيره وَسوى مَا ظلم فِيهِ النَّاس من التُّجَّار وَالْكتاب وَسوى مَا أَخذه من صفي الدّين ابْن مَرْزُوق لما صادره وَكَانَ ينيف على خَمْسمِائَة ألف دِينَار فَلَمَّا اسْتَقر الْملك الصَّالح بِدِمَشْق سَار المظفر إِلَى حماة وقدمت الخوارزمية فنازلوا مَدِينَة حمص - وَهُوَ مَعَهم - مُدَّة ثمَّ فارقوها بِغَيْر طائل وعادوا إِلَى بِلَادهمْ بالشرق. وَقد زوج الْملك الصَّالح أُخْته من أمه وأبوها الْفَارِس قليب مَمْلُوك أَبِيه الْملك الْكَامِل لمقدم الخوارزمية الْأَمِير حسام الدّين بركَة خَان وَفِي أثْنَاء ذَلِك تَوَاتَرَتْ رسل المظفر صَاحب حماة إِلَى الْملك الصَّالح يستحثه على قصد حمص وَكتب الْأَمر من مصر تستدعيه إِلَى الْقَاهِرَة وتعده بِالْقيامِ بتصرفه فبرز الْملك الصَّالح من دمشق إِلَى البثنية وَكَانَت الخوارزمية وَصَاحب حماة على حِصَار حمص فَأرْسل الْمُجَاهِد أَسد الدّين شيركوه مَالا كثيرا فرقه فِي الخوارزمية فرحلوا عَنهُ إِلَى الشرق ورحل صَاحب حماة إِلَى حماة وَعَاد الْملك الصَّالح إِلَى دمشق طَالبا مصر وَخرج مِنْهَا إِلَى الخربة وَعِيد بهَا عيد الْفطر وعسكر تَحت ثنية الْعقَاب وَقد تحير فَلَا يدْرِي أيذهب إِلَى حمص أم إِلَى مصر وَمَا زَالَ بمعسكره إِلَى أول شهر رَمَضَان فَعَاد إِلَى دمشق وَتقدم إِلَى الْأَمِير حسام الدّين أبي عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي عَليّ الهذباني أستاداره بِدِمَشْق أَن يرحل بطَائفَة من الْعَسْكَر إِلَى جينين فَرَحل وَلم يزل هُوَ تَحت عقبَة الْكُرْسِيّ على بحيرة طبربة إِلَى آخر رَمَضَان. فَلَمَّا وَردت الْأَخْبَار بحركة الْملك الصَّالح إِلَى الْقَاهِرَة خرج من أُمَرَاء مصر سَبْعَة عشر أَمِيرا - مِنْهُم الْأَمِير نور الدّين عَليّ بن فَخر الدّين عُثْمَان الأستادر والأمير عَلَاء الدّين ابْن شهَاب أَحْمد الْأَمِير عز الدّين أيبك الكربدي العادلي والأمير عز الدّين

1 / 391