Hannaanka loo maro ogaanshaha dowaladaha boqorrada
السلوك لمعرفة دول الملوك
Tifaftire
محمد عبد القادر عطا
Daabacaha
دار الكتب العلمية
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤١٨هـ - ١٩٩٧م
Goobta Daabacaadda
لبنان/ بيروت
سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أهلت: وَالسُّلْطَان بِدِمَشْق فَخرج الْعَادِل إِلَى الكرك وَقدم من الْيمن الْملك الْمعز إِسْمَاعِيل ابْن سيف الْإِسْلَام ظهير الدّين طغتكين فِي نصف صفر فسربه السُّلْطَان. فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة السبت سادس عشره: نزل بالسلطان مرض فَأمر يَوْم السبت وَلَده الْفضل أَن يجلس على الطَّعَام فَجَلَسَ فِي مرضع السُّلْطَان. وتزايد بِهِ الْمَرَض إِلَى الْيَوْم الْحَادِي عشر من مَرضه فَحلف الْأَفْضَل النَّاس وَاسْتمرّ السُّلْطَان فِي تزايد من الْمَرَض إِلَى لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري صفر وهى لَيْلَة الثَّانِي عشر من الْمَرَض فاحتضر وَمَات بعد صَلَاة الصُّبْح من يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمَذْكُور. فَركب الْأَفْضَل وَدَار فِي الْأَسْوَاق وَطيب قُلُوب الْعَامَّة. وَكَانَ ﵀ كثير التَّوَاضُع قَرِيبا من النَّاس كثير الِاحْتِمَال شَدِيد المداراة محبا للفقهاء وَأهل الدّين وَالْخَيْر محسنا إِلَيْهِم مائلا إِلَى الْفَضَائِل يستحسن الشّعْر الْجيد ويردده فِي مَجْلِسه. ومدحه كثير من الشُّعَرَاء وانتجعوه من الْبلدَانِ. وَكَانَ شَدِيد التَّمَسُّك بالشريعة سمع الحَدِيث من أبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن بنت أبي سعد وَأبي مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ وَأبي الْفَتْح مَحْمُود بن أَحْمد الصَّابُونِي وَأبي الطَّاهِر السلَفِي وَابْن عَوْف وَجَمَاعَة غَيرهم. وَكَانَ كَرِيمًا: أطلق من الْخَيل بمرج عكا لمن مَعَه اثْنَي عشر ألف رَأس سوى أَثمَان الْخَيل الَّتِي أُصِيبَت فِي الْجِهَاد. وَلم يكن لَهُ فرس يركبه إِلَّا وَهُوَ موهوب أَو مَوْعُود بِهِ وَصَاحبه ملازم فِي طلبه وَتَأَخر عَنهُ الْأَمِير أَيُّوب بن كنان فِي بعض سفراته لدين لزمَه فَتقبل لغرمائه بِاثْنَيْ عشر ألف دِينَار مصرية. وَكَانَ ورعا رأى يَوْمًا الْعِمَاد الْكَاتِب يكْتب من دَوَاة محلاة بِالْفِضَّةِ فأنكرها وَقَالَ هَذَا حرَام فَلم يعد يكْتب مِنْهَا عِنْده. وَكَانَ لَا يصلى إِلَّا فِي جمَاعَة وَله إِمَام راتب ملازم وَكَانَ يُصَلِّي قبيل الصُّبْح رَكْعَات إِذا اسْتَيْقَظَ وَكَانَ يُسَوِّي فِي المحاكمة بَين أكبر النَّاس وَبَين
1 / 227