320

Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Baare

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

بِالْبَاء الْمُوَحدَة مخفوضة بعد عين مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ دَال مُهْملَة ثمَّ يَاء نسب نِسْبَة إِلَى جد لَهُ بِبَلَد كَبِيرَة فِي الْيمن مِنْهُم نَاس يسكنون وَاديا يُقَال لَهُ وَادي عميد هَذَا مِنْهُم وَلذَلِك كَانَ يُقَال لَهُ العميدي لِأَنَّهُ كَانَ يسكن فِيهِ وَهُوَ على نصف مرحلة من الْجند وَضَبطه بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة ثمَّ مِيم مخفوضة ثمَّ يَاء سَاكِنة مثناة من تَحت ثمَّ دَال مُهْملَة على وزن فعيل كَانَ هَذَا الْفَقِيه يسكن قَرْيَة من الْوَادي الْمَذْكُور تعرف بالظفير بِظَاء قَائِمَة مُعْجمَة بعد ألف وَلَام ثمَّ فَاء مخفوضة ثمَّ يَاء مثناة سَاكِنة من تَحت ثمَّ رَاء وَله إِلَى الْآن بهَا ذُرِّيَّة يحترمون ويقدرون ببركته وَكَانَ فَقِيها صَالحا غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَشهر بالصلاح واستجابة الدُّعَاء بِحَيْثُ كَانَ يقْصد من أنحاء الْيمن للتبرك وَطلب الدُّعَاء نفع الله بِهِ وَكَانَ إِذا قَامَ لورده بِاللَّيْلِ بغرفة من بَيته أنارت الغرفة حَتَّى كَأَنَّمَا يُوقد بهَا شمع فَيَأْتِي النَّاس إِلَى حول ذَلِك ويقفون وَيدعونَ الله بِمَا شَاءُوا فَلَا يلبثُونَ أَن يَجدوا أَمارَة الاستجابة وَأَخْبرنِي شَيْخي الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الأصبحي نور الله مضجعه أَنه ثَبت لَهُ بِنَقْل صَحِيح أَن هَذَا الْفَقِيه كَانَ مَتى قَامَ لورده بِاللَّيْلِ أنار الْموضع حَتَّى يخال أَن الْفَقِيه يُوقد لَهُ شمع وَأَن بعض الْفُقَهَاء سمع بذلك فَقَالَ رُبمَا أَن يكون ذَلِك من الشَّيْطَان
ثمَّ وصل إِلَى الْفَقِيه على سَبَب الزِّيَارَة فَأكْرمه الْفَقِيه وبيته مَعَه ثمَّ جَاءَ من اللَّيْل وَقت الْورْد فَقَامَ الْفَقِيه لورده فأضاء الْبَيْت إضاءة عَظِيمَة ثمَّ إِن الْفَقِيه الضَّيْف لما رأى ذَلِك جعل يَتْلُو شَيْئا من الْقُرْآن ليبطل فعل الشَّيْطَان إِن كَانَ فَلم يَزْدَدْ إِلَّا إضاءة بِحَيْثُ أَنه رأى نملة تمشي على جِدَار الْبَيْت وَلم تُؤثر تِلَاوَته فَعلم أَن ذَلِك من فضل الله سُبْحَانَهُ فَاسْتَغْفر الله تَعَالَى واستطاب بَاطِن الْفَقِيه وَسَأَلَهُ أَن يسْتَغْفر لَهُ فَفعل ذَلِك
وَأَخْبرنِي الثِّقَة من أهل الْعلم وَالدّين أَنه ثَبت لَهُ عَن هَذَا الْفَقِيه أَن رجلا من أَصْحَابه كَانَ مَشْهُورا بالأمانة والديانة وَكَانَ النَّاس يودعونه أَمْوَالهم فَقدر الله أَن مَاتَ فَجْأَة فَلم يكد أهل الوداعات يتركون أحدا يقبره إِلَّا بِمَشَقَّة وهربت امْرَأَته وَولده وَلم يدريا مَا يفْعَلَانِ واستخفيا عِنْد بعض المعاريف ثمَّ إِن الْمَرْأَة ألهمت أَن ترسل وَلَدهَا إِلَى الْفَقِيه يُخبرهُ بِمَوْت أَبِيه صَاحبه وَأَنه مَاتَ فَجْأَة وَمَعَهُ ودائع كَثِيرَة للنَّاس دَفنهَا وَلم يطلع أحد عَلَيْهَا فَقَالَت لابنها يَا بني تقدم إِلَى الْفَقِيه وَأخْبرهُ بحالنا وَأَن أَبَاك كَانَت مَعَه

1 / 378