Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Baare
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambarka Daabacaadda
الثانية
بعض أهل عرشان بِمَسْأَلَة فجوب عَلَيْهَا جَوَابا خطأ فَأَخذهَا السَّائِل وَتقدم بهَا إِلَى القَاضِي مَسْعُود فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا كتب بعد الْجَواب هَذَا الْمُجيب لَا يعرف شَيْئا وَذَلِكَ بمداد يعمله أهل الْيمن من الصَّبْر يمِيل لَونه إِلَى الْحمرَة فَعَاد الرجل بِالْمَسْأَلَة إِلَى عرشان فوقفوا على مَا كتب القَاضِي مَسْعُود وَهُوَ يَوْمئِذٍ يدرس بِذِي أشرق وأوقفوا عَلَيْهِ القَاضِي أَحْمد فحين وقف على ذَلِك لاحت لَهُ مكيدة القَاضِي مَسْعُود فأعجم الْمُجيب أَي جعلهَا خاء وياء وَنون الْبَاء الْمُوَحدَة ثاء مُثَلّثَة وَذَلِكَ بمداد لَونه أسود يُخَالف لون مَا كتب بِهِ القَاضِي مَسْعُود ثمَّ أَخذ الْمَسْأَلَة وَدخل على سيف الْإِسْلَام وَهُوَ إِذْ ذَاك مُقيم بجبلة بِالدَّار الْمَعْرُوفَة بدارالرزاق الَّذِي هُوَ فِي عصرنا مسبك لسكر الْأَمْلَاك السُّلْطَانِيَّة فَلَمَّا حضر مَجْلِسه وفاوضه الحَدِيث قَالَ يَا مَوْلَانَا ظهر رجل يَدعِي الْفِقْه وَصَارَ يحتقر الْفُقَهَاء ويسفه عَلَيْهِم ثمَّ لَا يقنع بِاللَّفْظِ حَتَّى يزِيد يفعل ذَلِك بالخط ثمَّ فتح الْمَسْأَلَة ووضعها بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا قَرَأَ كَلَام القَاضِي مَسْعُود وَرَأى إعجابه عظم ذَلِك عَلَيْهِ وَأمر بِطَلَبِهِ فَطَلَبه من ضراس فَلَمَّا حضر مقَامه نبذ الورقة إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ الْجَواب الثَّانِي جوابك فَتَأَمّله القَاضِي مَسْعُود وَقَالَ سُبْحَانَ الله أَلا عقول تميز الْحُرُوف مَكْتُوبَة بِغَيْر مداد إعجامها والقبيح من الإعجام فَلْيتَأَمَّل السُّلْطَان ذَلِك فَأَعَادَ إِلَيْهِ الورقة فحين نظر السُّلْطَان فِيهَا أدْرك ذَلِك وَعلم صدق مَا قَالَ وَقد كَانَ تكَرر عِنْده أُمُور مَلَأت بَاطِنه على القَاضِي أَحْمد وَأَهله فحين استثبت أَنه كَاد القَاضِي مَسْعُود غلب ظَنّه صدق مَا كَانَ ينْقل عَنْهُم فَقَالَ يَا قَاضِي أَحْمد الزم بَيْتك وَأَنت يَا مَسْعُود قد وليتك الْقَضَاء فَخرج هَذَا مُتَوَلِّيًا وَهَذَا معزولا وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى توفّي على مَا سَيَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله وَقيل إِنَّمَا كَانَ ذَلِك من الْمعز بن سيف الْإِسْلَام وللقاضي أَحْمد تذييل الْقُضَاعِي فِي التَّارِيخ وَله شرح الْخَطِيب ابْن نباتة وَله تَارِيخ الْيمن مُجَردا لم أَقف على شَيْء من ذَلِك إِلَّا عَن نقل ابْن سَمُرَة وَغَيره وَبعد وَفَاة مَسْعُود عَاد الْقَضَاء إِلَيْهِم ثمَّ عزل نَفسه وَجعله فِي وَلَده عَليّ وَتُوفِّي مُنْفَصِلا
1 / 366