298

Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Baare

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

فَأخذ حجرا ورجم المشتو حَتَّى كَسره وَأَبوهُ إِذْ ذَاك غَائِب عَن الْبَيْت وَخرج الصَّبِي فوصل أَبوهُ فَأَخْبَرته امْرَأَته بِمَا فعل وَلَده وَكَبرت عَلَيْهِ ذَلِك فشق عَلَيْهِ وَخرج مغضبا حَتَّى أَتَى الْجَامِع فَأمر الدرسة بِالطَّهَارَةِ والاجتماع فَلَمَّا اجْتَمعُوا أخْبرهُم بِمَا فعله وَلَده وَأَنه يُرِيد مِنْهُم قِرَاءَة يس وَالدُّعَاء بذهابه فَقَالَ لَهُ بَعضهم لَا يَا سيدنَا أَلا يكون الدُّعَاء لَهُ بالهداية أولى فاستصوب ذَلِك والحاضرون فقرأوا يس ودعوا لَهُ بذلك وَكَانَ سيدا كَبِيرا لزم مَقْصُورَة فِي جَامع إب وَاعْتَكف بهَا وَكَانَ غَالب أكله أصُول الْأَشْجَار يخرج لَهَا ويقتلعها ثمَّ ييبسها ويدقها ثمَّ يكون يستفها وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى توفّي بعد أَن شهِدت لَهُ كرامات كَثِيرَة
وَمن أعجبها مَا أَخْبرنِي بِهِ شَيْخي القَاضِي أَحْمد بن عبد الله العرشاني إجَازَة حَدثنَا الْفَقِيه سُفْيَان بن أبي القبايل أخبرنَا القَاضِي عَليّ بن عمر أَو القَاضِي أَحْمد بن الشَّيْخ الْحَافِظ عَليّ بن أبي بكر العرشاني مقدم الذّكر عَن الإِمَام أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الصَّيف قَالَ كُنَّا ذَات يَوْم واقفين بِالْحرم إِذْ سمعنَا هاتفا من الْهوى يَقُول إِن لله وليا يُسمى عَليّ بن عمر فِي الإقليم الْأَخْضَر من مخلاف جَعْفَر مَاتَ فصلوا عَلَيْهِ فصلينا عَلَيْهِ ثمَّ أرخت ذَلِك حَتَّى قدم أهل المخلاف فسألتهم عَن من مَاتَ بذلك التَّارِيخ فَقَالُوا رجل يُقَال لَهُ عَليّ بن عمر من إب ثمَّ ذَكرُوهُ بِخَير ذكر فَعلمت أَنه المعني بالنداء وتربته من الترب الْمَشْهُورَة فِي الْبركَة واستجابة الدُّعَاء
وَمن عَجِيب بركتها مَا أَخْبرنِي بعض الثِّقَات من أهل الْعِنَايَة والبحث عَن أَحْوَال هَذَا الرجل وَأَمْثَاله أَنه كَانَ على قَبره شَجَرَة سدر يتبرك بهَا النَّاس وَيَأْخُذ أَصْحَاب الحموات من أوراقها يطلون بهَا رؤوسهم فيبرأون واستفاض ذَلِك فِي جِهَات كَثِيرَة حَتَّى كَانَ يُؤْتى لذَلِك من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة ويعتمد فِي الْأَمْرَاض الشَّدِيدَة وَمن عادات أهل إب فِي غَالب الأعياد أَن يحصل بَينهم وَبَين أهل باديتهم حروب كَثِيرَة كَمَا هُوَ مُتَحَقق فَلَا يألو من ظفر مِنْهُم بِصَاحِبِهِ غير مفكر بالأذية بقتل أَو غَيره فَحصل فِي بعض الأعياد حَرْب انتصر بهَا أهل الْبَادِيَة فَانْهَزَمَ أهل إب إِلَى الْبيُوت وَوصل أهل الْقرْيَة إِلَى قريتهم وَلم يطيقوا دُخُولهَا فَقَالَ بعض شياطينهم اذْهَبُوا بِنَا إِلَى هَذِه الشَّجَرَة

1 / 356