289

Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Baare

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

فَقلت سامحك الله ثمَّ عَاد معي إِلَى الْمَسْأَلَة فَلم يخرج عَنْهَا حَتَّى انْقَطع فِي عدَّة مسَائِل ثمَّ سكت وَصَارَ يَتلون غَضبا فَلم أر أحدا من المنتسبين إِلَى الْفِقْه وَالْعلم والمناظرة أبلد مِنْهُ وَصَارَ مُنَكسًا رَأسه مطرقا وَأَصْحَابه كَذَلِك فحين رَأَيْت ذَلِك قلت لَهُ النَّصِيحَة فِي الدّين فَأَنا أعلم لَا تقبلهَا لَكِن خُذ مني نصيحة تنفعك فِي دنياك الله الله لَا تناظر وَلَا تحاج بعْدهَا فَقِيها جدليا فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا الجدل وَقد كنت أَظُنك قَرَأت شَيْئا من كتب الْأُصُول والجدل محققا وَلَوْلَا ذَلِك لم أَتكَلّم مَعَك فِي شَيْء من ذَلِك وَالْعجب كَيفَ تكون بِهَذَا الْحَال وَتقدم بِلَاد الْعلمَاء والفضلاء وَتظهر مَقَالَتك وتظن تظفر بهم أَو تظهر عَلَيْهِم وَهَذَا حالك وَلم تبلغ غير إب فَكيف لَو نزلت إِلَى ذِي أشرق لوجدت بحرا تغرق فِي موجه وَإِذا عرفت قدر نَفسك وَمَا أرى أَنَّك كنت تخلص فَلَا تغتر بعْدهَا بمقالتك فرأيته وَقد طَار عقله وَظهر فزعه ثمَّ الْتفت إِلَى صَاحب الْحصن وَقَالَ يَا شيخ مُحَمَّد يُقَال لي هَذِه الْمقَالة بمجلسك فَقَالَ لَهُ إِن الله تَعَالَى يَقُول فِي الَّذين قَالُوا كمقالتك يظنون بِاللَّه غير الْحق ظن الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَ هَل لنا من الْأَمر من شَيْء قل إِن الْأَمر كُله لله ثمَّ تَلَوت إِلَى قَوْله تَعَالَى ﴿إِن الله عليم بِذَات الصُّدُور﴾ وَكفى وَالله بِآيَة من كتاب الله حجَّة عَلَيْكُم وَهِي قَوْله تَعَالَى ﴿يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة ويضل الله الظَّالِمين وَيفْعل الله مَا يَشَاء﴾ وَقَالَ الله فِي مَوضِع آخر ﴿يضل الله من يَشَاء وَيهْدِي من يَشَاء﴾ وَلَقَد قَالَ إِبْلِيس خيرا من مَقَالَتك أَنْت وَأهل مذهبك حَيْثُ قَالَ ﴿رب بِمَا أغويتني﴾ وَقَالَ نوح وَلَا ينفعكم نصحي إِن أردْت أَن أنصح لكم إِن الله يُرِيد أَن يغويكم فَصَارَ يسمع كَلَامي وَلم يجب جَوَابا فَضَحِك جمع من الْحَاضِرين حَتَّى استلقوا على أقفيتهم فأوردت عَلَيْهِ أَدِلَّة كَثِيرَة نَحوا مِمَّا ذَكرْنَاهُ فَقَالَ المعتزلي مَا رَأَيْت مثلك يحلف على مَا يَقُول فَقلت هَل سمعتني أَحْلف إِلَّا على ديني إِذا أَنا بِحَمْد الله على حَقِيقَة مِنْهُ وأشير عَلَيْك أَن لَا تحلف إِلَّا أَن تكون على يَقِين من عجز عَن الْحجَّة بعد دَعْوَاهَا ولي برَسُول الله ﷺ أُسْوَة حَسَنَة حَيْثُ قَالَ الله ويستنبئونك أَحَق هُوَ قل إِي وربي إِنَّه الْحق أفتراه إِلَّا قد أمره بِالْحلف على دينه فزاده ذَلِك خرسا

1 / 347