Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Baare
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Lambarka Daabacaadda
الثانية
مُحَمَّد بن مُوسَى بمصنعه سير ضحوة نَهَار الْأَرْبَعَاء لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شعْبَان الْكَائِن فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بعد أَن بلغ عمره كعمر شَيْخه
وَمِنْهُم ابْنه أَبُو الطّيب طَاهِر بن يحيى مولده سنة ثَمَانِي عشرَة وَخَمْسمِائة تفقه بِأَبِيهِ وَكَانَ يثني عَلَيْهِ ثَنَاء كليا وَيَقُول طَاهِر فَقِيه شافي الذّكر لَكِن أخمل ذكره بلد السوء وَقَالَ بعض فُقَهَاء زَمَانه إِنَّمَا أخمل ذكره معارضته لمعتقد أَبِيه وَسَائِر فُقَهَاء زَمَانه وبلاده وَذَلِكَ قد مضى ذكره مَعَ ذكر أَبِيه لما كَانَ أظهر التَّوْبَة مِنْهُ فهجره الْفُقَهَاء فَلَمَّا تَعب من الْهِجْرَة والمراسلة بالأقاويل الشنيعة سَافر إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مجاورا سنة أَو سنتَيْن فَأخذ بهَا الْعلم عَن القاطنين بِمَكَّة والواردين إِلَيْهَا فتضلع من الْعُلُوم تضلعا جيدا حَتَّى كَانَ يَقُول أَنا ابْن ثَمَانِيَة عشر علما وَكَانَ سَفَره إِلَى مَكَّة بأَهْله اللازمين من الْبَنَات والبنين ووصلته الإجازات من الشُّيُوخ فِي الْبلدَانِ ثمَّ حصلت بَين وُلَاة مَكَّة منافسات أوجبت عَلَيْهِ النفور وَالْخُرُوج من مَكَّة إِلَى بَلَده وَذَلِكَ أَيَّام عبد النَّبِي بن عَليّ بن مهْدي فَذكرُوا أَنه لما دنا من زبيد بلغ عبد النَّبِي الْخَبَر وَقيل لَهُ هَذَا فَقِيه الْجَبَل وَابْن فقيهه اللَّذَان عَلَيْهِمَا معول الشَّافِعِيَّة فطمع فِي إفحامه وعجزه عَن مناظرة فُقَهَاء مذْهبه إِذْ كَانَ على مَذْهَب أبي حنيفَة فَأمر من لقِيه إِلَى خَارج زبيد وَأدْخل عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك يَوْم جُمُعَة فألزمه أَن يخْطب بالجامع فتمنع فَلم يعذرهُ فَيُقَال إِنَّه ارتجل خطْبَة عَجِيبَة غَرِيبَة وخطب وَكَانَ ظن عبد النَّبِي أَنه يعجز لكَونه إِثْر سفر وَلما انْقَضتْ الصَّلَاة جمع عبد النَّبِي بَينه وَبَين فَقِيه مَذْهَبهم الَّذِي يعرف بِمُحَمد بن أبي بكر بن المدحدح بِضَم الْمِيم وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة ثمَّ حاء مُهْملَة فتناظرا فَقَطعه طَاهِر فِي عدَّة مسَائِل وَاسْتظْهر عَلَيْهِ بِقُوَّة حفظه واستحضاره لمسائل الْخلاف وأدلتها وَكَانَ ابْن المدحدح رَأس طبقَة الْحَنَفِيَّة إِذْ ذَاك فَلَمَّا وجده عبد النَّبِي كَامِلا ولاه قَضَاء مدينتي جبلة وإب ونواحيها يَسْتَنِيب من شَاءَ وَيحكم حَيْثُ شَاءَ وَكَانَت الْخطْبَة والمناظرة بِجَامِع بني مهْدي الْمَعْرُوف بالمشهد إِذْ قُبُور غالبهم فِيهِ وَلم يبْق مِنْهُ إِلَى عصرنا مَا يدل عَلَيْهِ غير المنارة الَّتِي تعرف بمنارة المشهد وَأَكْثَره خراب واندراس قبوره من كَون الْأَشْرَف بن المظفر كَانَ لَهُ دَار بِالْقربِ مِنْهُ فَجعله إصطبلا لدوابه وَكَانَ سَبَب ذَلِك اندراسه وَلم يزل مُتَوَلِّيًا للْقَضَاء فِي الْأَمَاكِن الْمَذْكُورَة إِلَى دُخُول سيف الْإِسْلَام ثمَّ حدث عَلَيْهِ مَا أوجب انْفِصَاله فانفصل وَله مصنفات فَمِنْهَا
1 / 337