238

Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Baare

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

أَرْبَعِينَ شرفا وَأكْثر وَكَانَ يطالع كل جُزْء مِنْهُ من وَاحِد وَأَرْبَعين جُزْءا فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة أَربع مَرَّات كل فصل على حِدة وَكَانَ إِذا قَرَأَ عَلَيْهِ المتفقه وَهُوَ يعلم فهمه بَين لَهُ احترازات الأقيسة وفوائدها ووجوه أُصُولهَا ثمَّ يبين لَهُ مَا الْعلَّة فِي اختصاصها بالتأصيل إِمَّا بِالنَّصِّ من طَرِيق الْكتاب وَالسّنة أَو بِتَسْلِيم الْمُخَالف حكم الْمَسْأَلَة وَمَتى كَانَ فِي عبارَة الْكتاب استغلاق أَو قصر فهم القارىء عَن ذكرهَا أبدلها بِعِبَارَة أُخْرَى حَتَّى يتصورها القارىء ويفحصها وينبه فِي كل مَسْأَلَة على خلاف مَالك وَأبي حنيفَة خَاصَّة وَقد يذكر مَعَهُمَا غَيرهمَا فِي بعض الْمسَائِل وَمَتى فرغ الطَّالِب من قِرَاءَة الدَّرْس أمره أَن ينظر فِي الْكتاب وَيُعِيد عَلَيْهِ درسه غيبا ويقصد بذلك ترغيبه وَكَانَ يفعل ذَلِك مَعَ من تحقق فهمه وَقُوَّة إشراكه الْمعَانِي وَأما غَيره فَلَا يزِيدهُ على الْجَواب عَمَّا سَأَلَ أَو رد غلط وتصحيف ثمَّ لما أكمل تصنيف الْبَيَان سَأَلَهُ تِلْمِيذه الْفَقِيه الصَّالح مُحَمَّد بن مُفْلِح الْحَضْرَمِيّ انتزاع مشكلات الْمُهَذّب وحلها فعل ذَلِك بكتابه الْمَشْهُور بمشكل الْمُهَذّب وَذَلِكَ آخر سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ من سيرته أَنه إِذا مضى عَلَيْهِ وَقت من غير ذكر الله تَعَالَى أَو مذاكرة الْعلم حولق واستغفر وَقَالَ ضيعنا الْوَقْت وَكَانَ سهل الْأَخْلَاق لين الْجَانِب عَظِيم الهيبة عِنْد النَّاس ثمَّ حدث على قومه بسير خوف عَظِيم وحروب من الْعَرَب حَولهمْ فَخرج الشَّيْخ مِنْهَا إِلَى ذِي السفال فَلبث بهَا مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى ذِي أشرق فَلبث بهَا سبع سِنِين وكسرا وَفِي الرَّابِعَة من السنين طلع فُقَهَاء تهَامَة إِلَيْهِ هاربين من ابْن الْمهْدي فأنسوا بِهِ وَأَقَامُوا عِنْده أَيَّامًا طَوِيلَة ميلًا إِلَى الجنسية وَكَونه رَأس الْفُقَهَاء بِالْإِجْمَاع من العيان ومناظرة أدَّت إِلَى تَكْفِير بَعضهم لبَعض والمنافرة بَينهم وَكَانَ الشَّيْخ ﵀ لَا يُعجبهُ ذَلِك وَلَا يكَاد يَخُوض بِعلم الْكَلَام وَلَا يرتضي لأَصْحَابه من ذَلِك وَظهر من وَلَده طَاهِر الْميل والتظاهر بِخِلَاف المعتقد الَّذِي عَلَيْهِ وَالِده وغالب فُقَهَاء الْعَصْر من أهل الْجند خَاصَّة فشق ذَلِك على الشَّيْخ وهجر وَلَده هجرا شاقا وَكَانَ ذَلِك سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة ثمَّ إِن طَاهِرا لم يطق على هجر أَبِيه وَلَا هجر الْفُقَهَاء بِذِي أشرق وَكَانَ سَبَب ذَلِك مَا تحققوه فِيهِ وَعلم أَن لَا زَوَال لذَلِك إِلَّا إِظْهَار التَّوْبَة والتبري عَمَّا كَانَ أظهره فَلم يزل يتلطف على وَالِده بذلك بإرسال من يقبل الشَّيْخ مِنْهُ فَقَالَ للرسول لَا أقبل مِنْهُ حَتَّى يطلع الْمِنْبَر بِمحضر الْفُقَهَاء ويعرض عَلَيْهِم عقيدته ويتبرأ

1 / 296