197

Dhaqanka Qaybaha Cilmiga iyo Boqortooyada

السلوك في طبقات العلماء والملوك

Baare

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

Lambarka Daabacaadda

الثانية

النِّكَاح فأصروا على الِامْتِنَاع ووثقوا بمشورته ثمَّ لما عَاد إِلَى جياش أخبرهُ بتمنعهم فَلم يزل جياش يستدرجهم ويرغبهم بِالْمَالِ حَتَّى أجابوا وأزوجوه فَلَمَّا زفت إِلَيْهِ الْمَرْأَة وَصَارَت مَعَه سَأَلَهَا عَن سَبَب التمنع فَأَخْبَرته بمقالة القَاضِي لَهُم فَحمل عَلَيْهِ فِي بَاطِنه حَتَّى أَنه قَتله ظلما وعدوانا وَذَلِكَ لبضع وَثَمَانِينَ وأربعمئة وَكَانَ ذَلِك تَصْدِيقًا لقَوْله ﷺ من أعَان ظَالِما أغري بِهِ وَلَقَد أحسن ابْن القم فِي قَوْله يُخَاطب جياشا ... أَخْطَأت يَا جياش فِي قتل الْحسن ... فقأت وَالله بِهِ عين الزَّمن وَلم يكن منطويا على دخن ... مبرأ من الفسوق والدرن كَانَ جزاه حِين ولاك الْيمن ... قتلكه وَدَفنه بِلَا كفن ولاك فِي السِّرّ مِنْهُ والعلن ... ملقبا لَهُ بالمؤتمن ... وَكَانَ جياش قد اتّصف بِالْعَدْلِ حِين صحب الْحسن وَعمل بقوله واقتدى بِفِعْلِهِ فَلَمَّا قَتله أنكر النَّاس مِنْهُ ذَلِك ونسبوه إِلَى الظُّلم وحذروا مِنْهُ كَابْن القم والوزير خلف وَغَيرهمَا وَصَارَ ابْن القم يكاتبه وينقم عَلَيْهِ بِمَا فعله بالْحسنِ وَمن ذَلِك ... تَفِر إِذا جر المكرم رمحه ... وتشجع فِي من لَيْسَ يحلي وَلَا يمري ... وَلم يزل بنوا أبي عقامة ينقمون على ابْن القم فِي هَذَا الْبَيْت وَيَقُولُونَ قتل صاحبنا أَهْون علينا من قَوْله لَا يحلي وَلَا يمري هَكَذَا ذكره عمَارَة وَمُرَاد ابْن القم أَن الْحسن كَانَ غير مُسْتَحقّ للْقَتْل لِأَن الْمُلُوك لَا تفتخر إِلَّا بقتل الأضداد والأنداد أما الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء فَغير لَائِق قَتلهمْ مَعَ الِاسْتِحْقَاق فَكيف بِعَدَمِهِ فَمَعْنَاه يَا جياش أَنْت عِنْدَمَا تسمع بمجئ المكرم تفزع وتفر وَإِنَّمَا تظهر شجاعتك فِيمَن لَا يقاتلك وَلَا يُقَاتل سواك وَلَا يضر وَلَا ينفع فِيمَا أَنْت بصدده عَن قيام الْملك ثمَّ إِن فِي أَيَّام جياش تعطل الحكم عَنْهُم وَلم يكد يُقيم جياش غير مُدَّة يسيرَة صنف فِي أَثْنَائِهَا مفيده وقدح فِي آل أبي عقامة وبالغوا لذَلِك فِي إعدامه وَلم يسمعوا مِنْهُ بنسخة إِلَّا اشتروها وأعدموها فَلذَلِك قل وجوده

1 / 255