56

Sullam Akhlaq al-Nubuwwah

سلم أخلاق النبوة

Daabacaha

دار القلم للتراث

Lambarka Daabacaadda

الثانية-١٤١٩ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٩٨ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

﴿قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠) رَسُولًا﴾ (١٠ سورة الطلاق)
وكلمة "رسولًا" تُعرب بدلًاَ أو عطف بيان من ذكر.
ومعلوم أن البدل والمبدل منه شيء واحد. أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا- أي قرآنا. "هَذَا ذِكْرٌ" أنزلنا إليكم رسولًا.
لقد امتزج الوحي بالرسول. وهذه مرحلة من مراحل السُّلَّم الأخلاقي، وهي قمة المراحل.
ولا عجب فقد امتزج الرسول ﷺ بالملائكية ليلة الإسراء، فرأى من غير إراءة، في المرحلة الثانية. ثم صعد مقام ما فوق الملائكيّة في المرحلة الثالثة، وذلك عندما وصل إلى سدرة المنتهى، فوقف جبريل، وقال للنبي ﷺ تقدم.
فقال النبي: أهنا تفارقني؟
قال جبريل: لا أستطيع أن أتقدم من مكاني.
﴿وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ﴾ (١٦٤ سورة الصافات)
فالنبي الذي انتقل من مرحلة بشرية إلى مرحلة ملائكية ليلة الإسراء،
انتقل من مرحلة إلى مرحلة في مقام الأخلاق.
ترقّى النبي ﷺ حتى أصبح ذكرًا "قرآنا" يمشي بين الناس.
وحاول الإمام الزمخشري أن يخرج من هذا التصور فقال:
إن المراد (برسول) هو جبريل.
وللإمام الزمخشري رأيه. ولكن أوَّل سورة إبراهيم تبين أنَّ الذي يخرج الناس من الظلمات إلى النور هو نبينا محمد ﷺ ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ﴾

1 / 60