189
فانقادت الآمال نحوي وانبرت ... نحوي المطالب دون سبق سؤال
والدهر جاءك تائبًا من حشده ... نحوي رعال الخطب اثر رعال
ودرى لأني قد لجأت لماجد ... رحب الفناء مؤمل الاقبال
فإليك من درر النظام قصيدة ... جاءتك ترفل في رداء جمال
تمشي على مهل وتشكرك الذي ... أوليته من فضلك المنهال
ومتى يوفي بعض وصفك ناظم ... وإلى علاك مآل كل كمال
واسلم على مر الزمان مؤيدًا ... جذلان ذا نعم موفر بال
ما أخلصت ودًّا صحيفة كاتب ... وتلا مديحًا في النوادي التال
وقوله مادحًا الأمير الكبير ذا المجد الخطير محمد المنجكي
ببيض الهند والسمر الصعاد ... ملاك المجد في يوم الجلاد
وبذل النفس في العلياء عز ... يلذ لذى التجاول والطراد
ومن يبغ اشتيار الشهد يصبر ... على مرّ اليعاسيب الحداد
فدع أرضًا بها أبصرت ذلًا ... ولا تنزل بضيم في بلاد
وسر في الأرض ذا نقل فلولًا ... انتقال البدر دام على الولاد
ولولا نقلة الدرر الغوالي ... لما وضعت على نحر وهادي
فدارك حيث صادفت اعتزازًا ... وأهلك ذو الحفيظة والوداد
ولا تصحب سوى عضب نحيل ... تعشق متنه ضرب الهوادي
صقيل الصفح رق وكاد لولا ... الجفين يسيل من طرف النجاد
تخال به وليس به غدير ... ترقرق أو سعير ذا اتقاد
وتحسبه إذا ما استل برقًا ... تالق في الدجى غب العهاد
وما ماست به ماسل روح ... خلت من غبطة من ذي فراد
والأظهر سرحوب سليل الفح ... ول من المطهمة الجياد
حتى همى تراه مع الذميل المبر ... ح راغبًا في الازدياد
يرى عارًا مسابقة النعامى ... ويأنف نعله مس الصلاد
فلو وطيء القطا ما ارتعن منه ... نيامًا وانتبهن من الرقاد
بدا كالخيزرانة من نحول ... من الادلاج في هجل البوادي
يمر على الغدير به غليل ... فيهجره لفرط الاجتهاد
تساوي عنده حزن وسهل ... وآكام مروعة ووادي
ويوم حزت صهوته وظني ... بأن الزهر دوني في وهاد
فجئت به موامي مقفرات ... تضل بها النجوم عن السداد
وصلت نهارها بالليل حتى ... استغاثت من سراي ومن جوادي
لا لقي أوحديًا أريحيًا ... ومولا ذكره للعرف هاد
وصدرًا منجكي الأصل أضحى ... له الافضال من شيم وعاد
فتى بلغ العلى والمجد طفلًا ... وأدرك طارفًا غب التلاد
سما فلو استطاعت يوح قالت ... رويدك جزتني بالاصطعاد
وفاق على الأنام وما أميطت ... تمائمه وفات على العباد
له نسب إذا حلك انتساب ... منير المتن جمّ الاتقاد
وبيت واسع الأبواب صب الثر ... ى نرجوه في السنة الجماد
متى تحلل به تحلل جنابًا ... رضيعًا للسوادي والفؤادي
أمير لايهاب الدهر شيئًا ويخشى ... بطشه صعب القياد
له في يوم سلم لين ظبى ... وصولة ضيغم يوم الجهاد
أبي إلا مقارعة المنايا ... وكسب الحمد بالهند الحداد
وبذل نواله حتى استغاثت ... خزائنه لدى حضر وباد
همام عزمه الماضي حسام ... به عدل الزمان عن الفساد
ربيط الجاش محمود المساعي ... أبيّ النفس قهّار الأعادي

1 / 189