فغلبت روح الفكاهة أحمد عبد الجواد، فقال: فكرة! ما رأيكم في أن نتزوج من جديد، لعل ذلك يجدد شبابنا وينفض عنا الأمراض؟!
فابتسم علي عبد الرحيم - كان يتجنب الضحك أن تدركه نوبة السعال فتؤذي قلبه - وقال: معكم! اختاروا لي عروسا، ولكن صارحوها بأن العريس لا يستطيع الحركة، وعليها الباقي.
وهنا خاطبه الفار وكأنما تذكر أمرا فجأة: أحمد عبد الجواد سيسبقك إلى رؤية وليد حفيدته، ربنا يمد في عمره! - مبارك مقدما يا ابن عبد الجواد!
ولكن السيد أحمد تجهم قائلا: نعيمة حبلى حقا ولكني غير مطمئن، ما زلت أذكر ما قيل عن قلبها يوم مولدها، طالما حاولت أن أنسى ذلك عبثا .. - يا لك من رجل جاحد، منذ متى تؤمن بنبوءات الأطباء؟
فضحك السيد أحمد قائلا: منذ باتت اللقمة التي أتناولها على غير مشورتهم تؤرقني حتى مطلع الفجر ..
فتساءل علي عبد الرحيم: ورحمة ربنا؟! - الحمد لله رب العالمين.
ثم مستدركا: لست بالغافل عن رحمة الله، ولكن الخوف يبعث على الخوف، والحق فإن نعيمة لا تهمني بقدر ما تهمني عائشة يا علي، عائشة هي مركز القلق في حياتي، التعيسة المسكينة، سأتركها إذا تركتها وحيدة في هذه الدنيا ..
فقال إبراهيم الفار: ربنا موجود، وهو الراعي الأكبر ..
وساد الصمت مليا، حتى قطعه صوت علي عبد الرحيم قائلا: وسيأتي دوري بعدك في رؤية وليد حفيدتي ..
فضحك السيد أحمد قائلا: سامح الله البنات، فإنهن يكبرن أهلهن قبل الأوان.
Bog aan la aqoon