وقال رياض قلدس، وكان يبدو في قوله مجاملا لا أكثر: موقف الشك هذا لذيذ! مشاهدة وتأمل وحرية مطلقة وأخد من كل شيء أخذ السائح!
فقال عبد العزيز مخاطبا كمال: أنت أعزب في فكرك، كما أنت أعزب في حياتك!
وانتبه كمال إلى هذه الملاحظة العابرة باهتمام، ترى أعزوبته نتيجة لفكره أم العكس هو الصحيح؟ أم أن الاثنين نتيجة لشيء ثالث؟ وقال رياض قلدس: العزوبة حال مؤقتة، وربما كان الشك كذلك!
فقال عبد العزيز: ولكنه فيما يبدو لن يميل إلى الزواج أبدا ..
فقال رياض متعجبا: ما الذي يحول بين الشك والحب؟ وما الذي يمنع محبا من الزواج؟ أما الإصرار على العزوبة فليس من الشك في شيء، الشك لا يعرف الإصرار!
فتساءل كمال، وهو غير جاد في باطنه: ألا يحتاج الحب إلى شيء من الإيمان؟
فقال رياض قلدس ضاحكا: كلا، إن الحب كالزلزال الذي يرج الجامع والكنيسة والماخور على السواء ..
زلزال؟ ما أصدقه من تشبيه، زلزال يهدم كل شيء ثم يغرقه في صمت الموت. - وأنت يا أستاذ قلدس. لقد أطريت الشك، فهل أنت من أهله؟
فقال عبد العزيز ضاحكا: إنه ذلك نفسه!
وضجوا بالضحك، ثم قال رياض وكأنما كان يقدم نفسه: لبثت فيه فترة ثم مرقت منه، لم أعد أشك في الدين لأني كفرت به، ولكني أومن بالعلم والفن، إلى الأبد إن شاء الله!
Bog aan la aqoon