ومال ياسين فوق أبيه وهو يقول: ينبغي أن تنام، كيف حالك الآن؟
فرنا الرجل إليه ببصر خاب وغمغم: الحمد لله .. أشعر بتعب في جنبي الأيسر ..
فسأله ياسين: أأحضر لك الطبيب؟
فأشار بيده في ضجر ثم همس: كلا خير لي أن أنام ..
فأشار ياسين إلى الموجودين بالخروج. وتراجع إلى الوراء قليلا فرفع الرجل يده النحيلة مرة أخرى. وغادروا الحجرة واحدا. في إثر واحد فلم يبق فيها مع الرجل إلا أمينة. ولما جمعتهم الصالة سأل عبد المنعم خاله كمال: ماذا فعلتم؟ أما نحن فقد هرعنا إلى المنظرة في الحوش.
وقال ياسين: ونحن نزلنا إلى شقة الدور الأرضي عند جيراننا ..
فقال كمال في قلق: ولكن التعب قد أنهك قوى بابا ..
فقال ياسين: ولكنه سيسترد صحته بالنوم .. - وما عسى أن نفعل به إذا وقعت غارة أخرى؟!
ولم يحر أحد جوابا فساد صمت ثقيل حتى قال أحمد: بيوتنا قديمة ولن تتحمل الغارات ..
وعند ذاك أراد كمال أن يبدد سحب الكآبة المخيمة التي أرهقت أعصابه فقال منتزعا من شفتيه ابتسامة: إذا هدمت بيوتنا فحسبها شرفا أن هدمها سيكون بأحدث أساليب العلم الحديث ..
Bog aan la aqoon