Diiwaanka La Doortay ee Gabayga Matalaadda ee Griigga
صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان
Noocyada
4
ألممت بعض الإلمام بحياة اليونان والرومان وما بينهما وبين الشرق من صلة. وقضى علي مكاني في الجامعة أن أفرغ لدرس هذا القسم من أقسام التاريخ، فأخذت في ذلك مستبشرا مبتهجا، ولكني لم ألبث أن أحسست فتور الناس ونفورهم، ففترت أو كدت. ثم بدا لي، فرأيت أن أمضي فيما أنا فيه، مقدما غير محجم، وأن أصبر على هذا الفتور صبرا جميلا، فكانت العاقبة كما قدمت محمودة وكان الأثر مرضيا.
ثم رأيت أن الذين يختلفون إلى الجامعة مهما كثروا نفر قليل لا يكفي أن يعلموا فتعلم الأمة، فخيل إلي أن الكتابة والنشر أوفق لتقريب هذه المادة من الجمهور وتحبيبها إلى نفسه. فعزمت أن أنشر من هذه المادة ما قلت في الجامعة وما لم أقل، وأن أذيع كل ما من شأنه أن يعطي قراء اللغة العربية صورة واضحة بعض الوضوح، حسنة بعض الحسن، من حياة الأمة اليونانية.
أفعل ذلك لأني أراه واجبا علي للذين لم يمكنهم وقتهم من درس اللغات الأجنبية وواجبا علي كذلك للغة العربية نفسها؛ فإن من الحق علينا أن نبذل ما نستطيع من قوة، وننفق ما نملك من وقت، لنغني هذه اللغة ونكثر متاعها مما امتلأت به لغات أوروبا. وليس يغفر لنا أن نعيش في هذا القرن مطالبين بكل ما تستمتع به الشعوب الأوروبية من استقلال سياسي وعلمي، ثم نبقى عيالا على الأوروبيين في كل ما يغذو العقل والشعور من علم وفلسفة، ومن أدب وفن جميل.
أليس من المخجل أن يجهل الجمهور الضخم من شبابنا ما اشتملت عليه آداب اليونان من نظم ونثر، ومن تاريخ وفلسفة، مع أن فهم الآداب الحديثة التي أخذنا نميل إليها ونشغف بها غير ميسور إذا لم نلم بهذه الآداب إلماما غير قليل؟! وكيف نحاول أن نفهم «كرني» و«رسين» و«شكسبير» و«بيرن» و«جوت» وغيرهم من الشعراء والكتاب والفلاسفة إذا لم نفهم شعراء اليونان وكتابهم وفلاسفتهم؟
أليس مما لا بد منه أن نفهم إيفيجينيا
Iphiguénéia
لأوريبيديس
Euripidès
قبل أن نقرأ «إيفيجيني» لرسين؟
Bog aan la aqoon