Sufi: Asalkeeda iyo Taariikhdeeda

Safiya Mukhtar d. 1450 AH
148

Sufi: Asalkeeda iyo Taariikhdeeda

الصوفية: نشأتها وتاريخها

Noocyada

133

وفي كل أنحاء الشرق الأوسط نجحت الصوفية في الحفاظ على جاذبيتها، من خلال تسجيل موسيقاها. وعلى الرغم من أن هذه الأمر يحول التقليد إلى سلعة، فإنه سمح بوصول الشعر المكتوب منذ قرون إلى جماهير الشباب الحضري، الذين أقدم بعضهم بدورهم على خطوة الانتساب رسميا إلى إحدى الطرق الصوفية.

134

وعلى الرغم من تزايد القوانين الحكومية التنظيمية، فقد ظلت موالد الأولياء بالنسبة إلى كثير من المصريين العاديين مناسبات للترفيه والتنفيس العاطفي، وإذا لم تكن العروض والممارسات المصاحبة لتلك الموالد هي الإسلام الصوفي المتخيل في كثير من الروايات الغربية عن الصوفية، فإن هذه الأمور تمثل عناصر مهمة من عناصر الصوفية بالرغم من كل ذلك. وبالنسبة إلى الكثير من المسلمين في المدن الصغيرة والقرى في مصر والمغرب، ما زالت أضرحة الأولياء الصوفيين مزارات للاستجمام والتبرك؛ حيث تصطحب النساء أقاربهن للتنزه، ويشترين في الوقت نفسه وصفات علاجية شعبية رخيصة الثمن، ويطلبن من الولي المساعدة في التغلب على مصاعب الحياة اليومية.

135

وكنوع مشابه للتحالفات القديمة بين الدولة والصوفيين، دعمت أنظمة عربية عديدة في العقود الأخيرة من القرن العشرين الجماعات الصوفية كقوة مضادة لتنظيمات الإسلام السياسي الحديثة المعارضة لحكمها مثل جماعة الإخوان المسلمين، وفي بعض الحالات أدى ذلك إلى ظهور أشكال جديدة لنقل التقليد الصوفي، فضلت، كما في الأمثلة السابقة في أماكن أخرى، ألا توصف بأنها صوفية؛ وذلك كي تقدم نفسها في صورة إسلامية صرفة، أو ربما في صورة عصرية، ومن أمثلة هذه الأشكال في لبنان «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، التي أسسها الشيخ الإثيوبي المنفي عبد الله الهرري الحبشي، والتي قد لاقت استحسانا كبيرا بين المسلمين اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعا بالإسلام السياسي.

136

والمخاطر في هذه المنافسة شديدة حاليا، ومثلما أدت المعارضة الصوفية للجبهة الإسلامية للإنقاذ الأصولية في الجزائر أثناء تسعينيات القرن العشرين، إلى قتل الكثير من المسلمين الصوفيين وأتباعهم، فإنه بعد تقديم تلك الجمعية لمرشحين لها لخوض الانتخابات الوطنية في لبنان عام 1992، أسفرت معارضتها الصريحة للجماعات الإسلامية عن اغتيال رئيسها.

إن التنافس مع تنظيمات الإسلام السياسي كان أيضا إحدى سمات التاريخ الصوفي في أفريقيا فيما بعد عصر الاستعمار، ولقد رأينا بالفعل صوفيين بارزين يلعبون دورا قياديا في الحياة السياسية في السنوات التي أعقبت استقلال السودان عام 1956. إلا أنه منذ سبعينيات القرن العشرين أدى ظهور تنظيمات إسلام سياسي، مثل الإخوان المسلمين والجبهة الإسلامية القومية، إلى تهميش دور الصوفيين السودانيين في الحياة العامة، وفي حين جذب الإسلاميون السودانيون استثمارات أموال النفط الثرية، من خلال آليات الصيرفة الإسلامية العالمية الجديدة، لم يبق مع الصوفيين الذين ازدهروا في ظل الإمبراطورية الفونجية والإمبراطورية البريطانية على حد سواء إلا موارد مستنزفة، متمثلة فيما يمتلكونه من أراض زراعية، وأتباع مهمشين اقتصاديا.

137

Bog aan la aqoon