Sufi: Asalkeeda iyo Taariikhdeeda
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Noocyada
126
وتعرضت الطرق ذات الارتباطات السنية الشديدة (مثل: القادرية والنقشبندية) إما للقمع أو النفي على أطراف الإمبراطورية. وأما قادة الطرق الذين لم يمانعوا إعلان أنهم من الشيعة (مثل النعمتلاهيين)، فلقوا معاملة أفضل. إلا أنه في حالة الطريقة النعمتلاهية أيضا، كان مصير شيوخها إما التعيين كحكام إقليميين، وإما التقاعد في العزب الريفية، وعلى هذا النحو حدث تحجيم لهم كمصدر سلطة بديل للعلماء الشيعة.
127
على الرغم من أن الصوفيين الشيعة الجدد هؤلاء نجحوا في البقاء أثناء معظم القرن السادس عشر، وازدهروا في بعض الأحيان في إيران، فإنهم في عهد الشاه عباس الأول (الذي حكم من عام 1587 إلى عام 1629) تضاءل نفعهم السياسي شيئا فشيئا؛ ومن ثم بدأت دورة قمعهم. وعن طريق تكوين جيش من العبيد حرر الصفويون أنفسهم من الاعتماد العسكري على القزلباش القبليين المنتمين للصوفيين، في حين أدى استجلاب العلماء الشيعة من لبنان إلى منح السلالة الحاكمة السلطة التي لم تعد معتمدة على الأصول الصوفية لأسرتهم الصفوية. وفي حين استمرت الدولة العثمانية في النظر إلى الطرق الصوفية باعتبارها أدوات مفيدة في الحكم والتوسع، أصبحت التنظيمات نفسها غير ضرورية في إيران. وفي عام 1593 تفاقمت الأمور عندما تمرد أتباع الحركة النقطوية على الحكم الصفوي، تلك الحركة التي كونت تركيبة ألفية من عناصر التقليد الصوفي والميول التناسخية لدى سكان الحدود. وكان إخماد هذا التمرد وحشيا ومطولا، ولم يسفر فقط عن تدمير النقطويين، بل أسفر أيضا عن إعدام آخر بقايا الطريقة الصوفية القزلباشية الصفوية القديمة عام 1615. وعلى الرغم من أن الشاهات احتفظوا باللقب الصوفي «المرشد الكامل»، فمنذ ذلك الحين أصبحت سلطتهم كحكام شيعة في الأساس متحالفة مع العلماء الذين كانوا متحمسين للغاية لتشويه منافسيهم الصوفيين المهزومين.
128
قرابة مطلع القرن الثامن عشر، أدى تقلد كل من محمد باقر المجلسي (المتوفى عام 1699) الفقيه المناهض للصوفيين على نحو متعصب، وخليفته محمد حسين الخاتون آبادي (المتوفى عام 1739)، منصب كبير الفقهاء في الدولة؛ إلى طرد الصوفيين من العاصمة أصفهان.
129
ولما كانت حملات الطرد هذه قاصرة في النهاية على الصوفيين المنتمين إلى الطرق في المدن، فقد أنهت التدهور الطويل للنفوذ الصوفي في إيران وما صاحبه من ظهور نوع فقهي من الشرعية الشيعية، الذي تميز بعدد هائل من الأضرحة والممارسات الشعبية الجديدة، التي حلت محل الأضرحة والممارسات الصوفية. على الرغم من ذلك، منح انهيار الإمبراطورية الصفوية في عشرينيات القرن الثامن عشر فرصا جديدة للصوفيين، وشهدت العقود الأخيرة في القرن الثامن عشر عودة العديد من شيوخ الطريقة النعمتلاهية لإيران بعد حوالي ثلاثة قرون من طلب أسلافهم الرعاية من بلاط سلاطين بهمن في الهند.
130
وكما سنرى لاحقا في أفريقيا وجنوب شرق آسيا على حد سواء، فإنه على الرغم من تزايد قوة الدولة، فقد ظلت فترة أوائل العصر الحديث فترة امتلكت فيها النخب الصوفية المتنقلة قدرا كافيا من المكانة والجاذبية، مكنها من التغلب على أصعب المحن التي تعرضوا لها. (13) حدود آسيا الوسطى والصين
Bog aan la aqoon