122

Sufistiqa Li-Aristutalis

سوفسطيقا لأرسطوطاليس

Noocyada

فقد ظهر أنا بلغنا فيما قصدنا من أول الأمر إلى غاية يكتفى بها. وقد ينبغى ألا يغفل عما عرض لهذه الصناعة دون سائر الصنائع الموجودة. وذلك أن تلك لما كانت فيما سلف مأخوذة عن آخرين، وكان التعب فيها قد تقدم أولا أولا، اتسعت بنظر قوم آخرين من المتأخرين فيها. فأما الصنائع التى هى فى ابتداء وجودها فمن شأنها أولا أن تكون حرجة. وهدا الابتداء أنفع كثيرا من التزيد الذى يحصل لها بأخرة من هؤلاء. ولعل الأمر كما يقال من أن الابتداء بكل شىء عظيم جدا، إنما هو من أجل هذا. وذلك أن بحسب ما يوجد له من فضل القوة فبذلك النحو يكون مقداره أصغر ليكون الوقوف عليه فيما يظن عسيرا جدا. فإذا وجد هذا فإن التزيدات الباقية وإنماء الصناعة يكون بعد ذلك سهلا. ومثل هذا أيضا عرض للأقاويل الخطبية ولجميع الصنائع الأخر على أكثر الأمر. وذلك أن تلك لما وجدت مبادؤها إنما احتاجوا أن يأتوا لتكميلها بشىء يسير. وهذه التى قد ظهر فيها فى هذا الوقت النجاح فإنما حصل ذلك لها عمن يتداولها أولا فأولا، بأنه أتوا أولا فيها باليسير، ثم زيدوها: أما بعد القدماء فطيسياس، وبعد طيسياس تراسوماخوس، وبعد هذا ثؤدوروس. وانضاف إليها أجزاء كثيرة مما جمعه قوم كثيرون. ولهذه العلة ليس من العجب أن يكون ما فى هذه الصناعة بهذه الكثرة. فأما هذه الصناعة فليس إنما كان بعضها موجودا وبعضها غير موجود، وإنما أضيف إليها الآن، لكن لم يكن منها شىء موجودا ألبتة. فإن ممن أنصرفت عنايته إلى الأقاويل المرائية من حصل له شىء من التأدب شبيه بالصناعة التى عملها جورجيس.

Bogga 1011