156

Sufism - Origin and Sources

التصوف - المنشأ والمصادر

Daabacaha

إدارة ترجمان السنة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Goobta Daabacaadda

لاهور - باكستان

Noocyada

نُزُولُ الْوَحيِ وإتْيَان المَلاَئِكَة وبعد هذا نرجع إلى أفكار الصوفية الأخرى ومعتقداتهم الخاصة بهم، لنرى التشيع المتستر الظاهر فيها، وتأثيره خفيا جليا ليرى الباحث والقارئ منهل التصوف ومنبعه، مصدره ومأخذه. فإن الشيعة يرون بأن النبوة لم تختم على محمد صلوات الله وسلامه عليه، حيث لم يكن وحده في زمانه الذي كان ينزل عليه الوحي، ويأتي إليه الملك، ويكلمه الله من وراء حجاب، بل كان هناك شخص آخر في زمانه وبعده، كان له تلك الأوصاف كلها، بل وأكثر منها. حيث أن رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه لم يكن يكلمه الله إلا وحيا، أو من وراء حجاب، أو بإرسال رسول، فيوحي بإذنه ما يشاء. وأما الإمام فكان ينزل عليه الوحي، ويرسل إليه رسول، ويكلمه الله ويناجيه بلا حجاب، وقد أعطى خصالا لم يسبقه إليها أحد، ثم توارث هذه الأوصاف من خلفه بعده إلى خاتم الأئمة. ولقد ورد في كتب الشيعة الإثني عشرية - لا في كتب الإسماعيلية (١) والغلاة (٢) - وفي أصحها عندهم ما ينصّ على ذلك مثل ما ذكر الكليني - وهو كالبخاري عند أهل السنة - في كافيّه (٣) عن جعفر الصادق - الإمام المعصوم السادس لدى القوم - أنه قال: (ما جاء به عليُّ ﵇ آخذ به وما نهى عنه انتهى عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد ﵌ ولمحمد ﵌ الفضل على جميع من خلق الله ﷿، المتعقّب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك بالله، كان أمير المؤمنين ﵇ باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحدًا بعد واحد، جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرًا ما

(١) حيث أن الإسماعيلية يرون النبوة مقتسمة بين محمد ﷺ، وعلي ﵁، فكان رسول الله محمد ناطقا بينما كان علي بن أبي طالب ﵁ صامتا، وهو الأساس والأصل. فانظر لتفصيل ذلك كتابنا (الإسماعيلية تاريخ وعقائد). (٢) لأنهم يعتقدون أن جبريل اشتبه عليه فنزل على محمد ﷺ بدل أن ينزل على عليّ رض الله عنه، وطائفة منهم ترى الألوهية المتجسدة في عليّ ﵁، لا النبوة فحسب. (٣) وهو أحد الأصول الأربعة الشيعية، وصحاحهم.

1 / 159