Suudaan Masri
السودان المصري ومطامع السياسة البريطانية
Noocyada
وتتولى نقابة السودان الزراعية إنشاء المجاري في المزارع وإعداد الأرض وتهيئتها للزراعة، وقد اكتسبت هذه الشركة خبرة واسعة في زراعة القطن في هذه المنطقة. أما أعمال البناء الكبرى فقد عهد بها إلى شركة الخواجات بيرسون وولده الذين تعهدوا بأن يسيروا بالأعمال سيرا سريعا يوصل للحصول على محصول القطن في سنة 1925.
وتقترح النقابة أن تقسم الثلاثمائة ألف فدان إلى عشرين منطقة مساحة كل منها خمسة عشر ألف فدان يدير كل جزء منها مفتش كبير، وستتولى النقابة أيضا الإشراف على الزراعة وتنشئ مصانع الحلج اللازمة.
وتدرك ضخامة المشروع الذي تقوم به النقابة الزراعية في السودان من معرفة المنطقة الجديدة لزراعة القطن فإنها تعادل سبعة أضعاف مساحة أكبر منطقة تزرع قطنا في أميركا وتملكها شركة واحدة.
أما السد فبناء صلب من الجرانيت (حجر الصوان) المستخرج من المحاجر المجاورة لتلال سيجادة، وهو مؤسس فوق منطقة من الصخر اللامع، بارز في النهر عند هذه البقعة.
ويقدرون ما سيستخدم في بناء هذا السد بنحو 15408000 قدم مكعب من الحجر ومائه ألف طن من أسمنت پورتلند، ويبلغ طول السد ميلين تقريبا ومتوسط ارتفاعه تسعين قدما، وسيكون به ثمانون عينا كبيرة ارتفاع الواحد منها 27 قدما وعرضها سبع أقدام، وأربع عشرة بوابة لضبط مياه الترع ارتفاع الواحدة منها 17 قدما وعرضها عشر أقدام أو أزيد بقليل، و112 مصرفا، وسيستخدم نحو 3300 طن من المصنوعات الحديدية في العيون والآلات الخاصة بها تقدمها شركة رانسومز ورابير الإنكليزية في أبسوتش.
ويصنع الأسمنت هناك من المواد المتوافرة كثيرا في الأراضي المجاورة، وقد أنشئ معمل من أحدث طراز مجهز بأفران (قماين) وطواحين دائمة العمل تصنع يوميا نحو مئة طن من الأسمنت لا يقل جودة عن الأسمنت المصنوع في إنكلترا.
وقد ساعدت جزيرة صغيرة ناشئة عن نتوء صخري في النهر على بناء السد مساعدة مادية عظيمة؛ فقد سهلت تحويل مجرى الماء، وهو عمل لا مندوحة عنه لوضع أساس السد في النهر، وقد وضعت الأسس في الجهة الغربية، وحول مجرى الماء نحوها. ثم أقيمت سدود موقوتة من الطين لتصل طرف الجزيرة الشمالي بطرفها الجنوبي بالضفة الشرقية، وبدأ السد الدائم يرتفع في المجرى الرئيسي، وقد بانت الأجزاء المؤسسة من السد على أرض جافة في حين تم إنشاء الجزء الواقع على الضفة الغربية.
ولا ريب في أن إتمام مشروع ري أراضي الجزيرة في السودان لا يكون حجر الزاوية في سياسة إنكلترا الإمبراطورية فقط؛ بل يرجى أن يكون بداية عهد من الرخاء التجاري في بلاد استقر كثير من البريطانيين فيها لإعلاء شأن حضارتها» ا.ه.
ذلك هو مشروع ري الجزيرة، وذلك ما يرمون إليه من وراء إنجازه.
الجيش المصري والسودان
Bog aan la aqoon