176

Subul Wa Manahij

سبل ومناهج

Noocyada

المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام، تخرج اليوم من أفواه مئات الملايين مرتلة ترتيلا شجيا، موقعة توقيعا رخيما على أصوات الأجراس والنواقيس والصنوج والأرغن والبيانو، ولكنها، ويا للأسف، لا تتجاوز طرف اللسان ولا يحس بها الجنان!

ما أحوج البشر إلى الغوص على كنه كلمات يسوع وتعاليمه! وما أفقر العالم إلى درهم من علاجه الروحي! جاء يسوع ليشيد مملكة الروح فأين هي تلك المملكة الروحية؟ أتتجاوز مبادئه السامية حدود التغني بها؟

أترى الميلاد هو في أن نهدي إلى أولادنا لعبا طريفة، والناس حولنا وحوالينا لا يجدون رغيفا؟ ... وهل الميلاد في تبادلنا أكياس الملبس وعلب الشوكولا، بينا غيرنا يعد لنا القنابل صغيرة وكبيرة؟!

وهل الميلاد في التنافس بعمل شجرة اصطناعية، بينا جناتنا الحقيقية مجتاحة يابسة تحن إلى المحراث وتبكي على المعول؟

وهل الميلاد في إنفاق الملايين على اصطناع «مغارة» لا تنقع غلة عطشان ولا تشبع كبدا جائعة؟

والمسيح الذي نعيد لميلاده قال لنا: «من سقى هؤلاء المساكين كأس ماء بارد باسمي، فأجره لا يضيع.» فوالله لو مر المسيح مرة واحدة على بيوتنا لعادت إليه نخوته يوم دخل الهيكل، وأعمل في ظهورنا السوط الذي طرد به باعة اليمام والحمام!

وهل عيد الميلاد في أن نحمل شجرته مئات الشموع ونضيء مغارته بمئات أخرى، وبيوت جيراننا في ظلمة دامسة وقلوبنا في ظلمات أدجى؟

وهل العيد في أن نذبح الديوك حبشية وهندية وبلدية، ونأكل ونشرب هنيئا مريئا، والبؤساء حولنا مشتهون العضة بالرغيف؟

وهل الميلاد في أن نقطع لأولادنا ثيابا نسيج وحدها - كوبون - والفقراء، إخوة المسيح، عراة حفاة ليس لهم أطمار يسترون بها عوراتهم؟

اللهم سترك وعفوك عمن يعيدون هكذا!

Bog aan la aqoon